جدة – ياسر خليل
كشف مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، أن الساعة البيولوجية للإنسان تنظِّم دورة النوم والاستيقاظ ودرجة حرارة الجسم والعمليات الفسيولوجية المختلفة كونها متزامنة مع الـ 24 ساعة في اليوم، وتساعد الفرد على الشعور باليقظة أثناء النهار والنعاس خلال الليل.
وأوضح المركز أن اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية تحدث عندما تتعطل الساعة الداخلية للجسم، ممّا يؤدي إلى اضطرابات في النوم ومشاكل صحية أخرى ، إذ يمكن أن تنتج هذه الاضطرابات عن عوامل مختلفة، بما في ذلك العمل بنظام الورديات، أو السفر عبر المناطق الزمنية، أو أنماط الحياة المختلفة ، كما أن متلازمة النوم غير المنتظم أو عدم انتظام إيقاع النوم والاستيقاظ هو اضطراب يصيب الساعة البيولوجية حيث يعاني المصابون بعدم وجود نمط نوم ثابت، مما يؤدي إلى نوم متقطع وغير متناسق ، ويحدث هذا غالبًا عند الأفراد الذين يعانون من اضطرابات عصبية.
ولفت مركز طب وبحوث النوم إلى أن أحد اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية الشائعة هو اضطراب طور النوم المتأخر، فالأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم ميل طبيعي للنوم، ونتيجة لهذا الخلل يكون لدى المصابين بهذا الاضطراب دورة نظام يومي أطول من 24 ساعة ، مما يجعل صعوبة في الالتزام بيوم عمل قياسي من 9 صباحا – 5 مساءً.
ونوه المركز أن اضطراب طور النوم المتقدم،هو نوع آخر من اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية ، إذ يذهب الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى النوم، ولكن يستيقظون في وقت أبكر بكثير من عامة السكان، مما يسبب مشاكل إذا كانت لديهم أي التزامات مسائية.
وأشار المركز إلى أن اضطراب الرحلات الجوية الطويلة مألوف لدى الأشخاص الذين يسافرون بكثرة ، حيث يمكن أن تؤدي التحولات السريعة عبر مناطق زمنية متعددة إلى خلل في ساعة الفرد البيولوجية، مما يجعله يشعر بالتعب والارتباك بينما يكافح جسمه للتأقلم مع هذه التغيرات.
ونوه المركز بأن الفرد إذا كان يتعامل مع اضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية، فمن الضروري أن يدرك التأثير الذي يمكن أن يحدثه على صحته ورفاهيته ، إذ يمكن أن تؤدي أنماط النوم المتقطعة إلى الحرمان المزمن من النوم، مما يؤثر على الوظيفة الإدراكية والمزاج والصحة العامة ، ولحسن الحظ، هناك استراتيجيات لإدارة اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية ، فيمكن أن يساعد العلاج بالضوء ومكملات الميلاتونين والتعديلات في نمط الحياة مثل تنظيم أوقات النوم والوجبات في إعادة تنظيم ساعة الفرد الداخلية ، فإذا كان الفرد يشك في إصابته باضطراب إيقاع الساعة البيولوجية فعليه استشارة الطبيب المختص ، فذلك يساعده في تشخيص الاضطراب المحدد والتوصية بالعلاجات المناسبة لإعادة ساعته البيولوجية إلى المسار الصحيح.
وأكد مركز طب وبحوث النوم أن رفع مستوى الوعي حول اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية أمر ضروري، حيث أن الكثير من الناس لا يدركون التأثير العميق الذي يمكن أن يحدثوه في تحسين الحياة اليومية والصحة العامة ، كما يعد فهم واحترام إيقاع الساعة البيولوجية لدى الشخص خطوة حاسمة نحو نوم أفضل وتعزيز الصحة العامة، مع التأكيد بأن اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية يؤدي إلى تعطيل حياة الفرد اليومية ورفاهيته، ولكن باستخدام الاستراتيجيات الصحيحة، يمكن العودة إلى التزامن الصحيح. استكشف خيارات العلاج وتعلم كيفية التكيّف مع الإيقاع الطبيعي للجسم من أجل نوم أفضل.