تتميز النظرية الإعلامية في الإسلام بمميزات منها : بلدة الخبر : قال تعالى (إذا رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى) طه/10، وقال عز وجل: (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله من جانب الطور قال أهله امكثوا إني آنست نارا لعلي أتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون القصص/29،
والنارهي نور رباني أما القبس فهو شعلة نار مقبوسة على رأس عود، تفسیر مخلوف، وما الخبر الذي أتى به موسى لقومه؟ إنه إخبار الله له بألوهيته وربوبيته وأن يأمره بعبادته كما صرح بذلك : (فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) طه/14.. أنظر للمزيد تفسير السعدي، ص/615. ومن هذه الميزات : الداعي إلى الله، وقد وردت هذه الكلمة بصيغة الفعل الماضي في قوله تعالى: ( ومن أحسن ممن دعا إلى الله) فصلت/33، وبالمضارع في قوله : (يوم يدع الداعي إلى شيء نكر) القمر/6، (يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده) الاسراء / 52، (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) الإسراء/71، وباسم الفاعل في قوله سبحانه: (يومئذ يتبعون الداعي لاعوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلاهمسا) طه، وقوله: (يا قومنا أجيبوا داعي الله) الأحقاف/29، أنظر السعدي، وداعي الله هو الذي لا يدعو إلا إلى ربه لا لغرض من أغراضه ولا هوى وإنما لربكم ليثيبكم ويزيل عنكم كل شر ومكروه (يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم) وهذا جزاء من أجاب داعي الله ، لا داعي القنوات الفضائية والإذاعات الموجهة والصحف الصفراء ، قال تعالى :(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) آل عمران/186.
ومن ميزات النظرية الإعلامية في الإسلام : النهي عن السباب والقيل والقال ، قال تعالى : (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبو الله عدوا بغير علم) الأنعام، ومعنى (عدوا): إعتداء وظلما، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : “إياكم والقيل والقال وكثرة السؤال”، وهذا ما نشاهده ونقرأه ونسمعه من وسائل الإعلام التي اتخذت من الكذب وسيلة للثراء والكسب المادي غير المشروع، قال تعالى:(وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) الواقعة/82. ويلاحظ المراقب لما يجري في الساحة الإعلامية هذه الظاهرة بجلاء ووضوح فقد وظفت بعض القنوات الفضائية وأعدت برامج حوارية هدفها النيل من الإسلام والحديث ذو شجون.
إضافة ثانية : والفعل (دعا) كما ورد في الدعوة إلى الله وردفي زعم المسيحين أن للرحمن ولدا(أن دعو للرحمن ولدا) مريم / 91 ، ويقصدون عيسى عليه السلام وهذا ما يسمى بالدعاية المضادة – في المصطلح الإعلامي – إذا جاز التعبير وهي دعاية تقوم على الكذب والإفتئات.