جدة- ياسر خليل
تقدم بعض المختبرات الطبية بين حين وآخر عروض للتحاليل الشاملة في سبيل الاطمئنان على الصحة والكشف المبكر على الأمراض ، فيما ذهب البعض إلى أن إجراء مثل هذه التحاليل مضيعة للمال ومقلقة للشخص ، إذ قد تجلب له الوسوسة ، فالأفضل صحياً أن يجري هذه التحاليل بعد التشخيص الطبي.
وللوقوف على حقيقة وأهمية التحاليل الشاملة يقول الدكتور أحمد عبدالكريم استشاري طب الأسرة لـ” البلاد “:
أنتشرت في الآونة الأخيرة مصطلح “التحاليل الطبية الشاملة” بين الناس، ويظن البعض أنه من الضروري إجراء هذه التحاليل بشكل دوري للكشف عن أي أمراض مزمنة قد يعاني منها الفرد ، ولكن هذا المصطلح هو في الحقيقة خاطئ، وذلك لأن التحاليل الطبية لا يمكن أن تكون شاملة في جميع الحالات ، إذ تختلف التحاليل الطبية التي يحتاجها الفرد حسب العمر، والحالة الصحية، والتاريخ العائلي للأمراض المزمنة.
وأضاف: في الواقع يمكن القول إن التحاليل الطبية لها أهمية كبيرة في الكشف المبكر عن الأمراض، خاصة تلك الأمراض التي لا تظهر أعراضها في البداية ، فمثلًا، يمكن أن تساعد هذه التحاليل في الكشف عن ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو الكوليسترول، وهي أمراض يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب. وتابع : ينصح بزيارة الطبيب وإجراء التحليل في سن مبكرة، خاصة إذا كان الفرد لديه عوامل خطر للإصابة بالأمراض، مثل: التاريخ العائلي للإصابة بأمراض مزمنة ، السمنة ، التدخين ، ارتفاع ضغط الدم ، ارتفاع الكوليسترول.
ولفت إلى أن بعض الأطباء يرون أن بعض المختبرات الصحية تستغل حاجة الأفراد للاطمئنان على صحتهم لجني الأرباح، حيث تقدم عروضاً مغرية لجذبهم إلى إجراء التحاليل الشاملة، حتى وإن لم تكن هناك حاجة لذلك ، كما أن إجراء التحاليل الشاملة قد يؤدي إلى ظهور نتائج غير سليمة ، مما قد يتسبب في القلق والتوتر لدى الفرد، خاصةً إذا كانت النتائج غامضة أو غير واضحة المعالم. ويقدم د.عبدالكريم بعض النصائح التي يمكن توجيهها للأفراد الذين يرغبون في الاطمئنان على صحتهم وهي : استشارة الطبيب قبل إجراء أي تحليلات طبية، إذ يساعد الطبيب الفرد في تحديد ما إذا كانت التحاليل ضرورية أم لا، وضرورة البحث عن مختبر موثوق به فهناك العديد من المختبرات الطبية التي تقدم خدمات التحاليل الطبية، ولكن ليس جميعها موثوق بها ، قراءة نتائج التحاليل بعناية ومناقشتها مع الطبيب إذا كان لدى الشخص أي أسئلة أو مخاوف ، عدم القلق والتوتر من نتائج التحاليل، لا سيما إذا كانت غير سليمة، حيث يمكن إعادة إجرائها مرة أخرى.