مازلت أتذكّر عندما كنت طالباً قيل نصف قرن تقريباً وأنا أقتطع من مصروفي اليومي ريالاً واحداًلأتبرع به لفلسطين وأتشرف وأكون فرحاً ومستبشراً وأنا أتبرع وأستلم سنداً مكتوبٌ به ( ريال فلسطين ) وذلك لقيمة الريال ومكانته في ذلك الوقت للطالب. وهذا تاريخ متواصل يعيد نفسه للسعوديين عبر الزمان وسنينه المتلاحقة. تذكرت ذلك وأنا أشاهد السعوديين الكرماء بطبعهم وبكل أطيافهم يسارعون للتبرع للحملة الشعبية لإغاثه الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة عبر (منصّة ساهم ) وذلك إستجابة لمبادرة وأمر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين – حفظهما الله – لتصل التبرعات بالملايين في ساعات . وهذا ليس بمستغرب على السعودية وأهلها فدورها التاريخي معروف ومعهود ومشرّف ومكتوب بمداد من ذهب في سنوات التاريخ وفي كل الأحداث والأزمات والحروب التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني الشقيق حيث لم يتوقف الدعم الإنساني والمعنوي والسياسي والتنموي عن الشعب الفلسطيني بكل فخر وبدون مزايدات سياسية ودوافع أخرى بل الدعم هدفه إغاثي إنساني ومبني على أساس فطري لطبيعتنا العربية والإسلامية وبهذا الدعم المتواصل صرنا في صدارة الدول المناحة في العالم وتقدمنا عليها كماً وكيفاً وقولاً وفعلاً في تقديم كل الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق.
نعم هذه هي السعودية العربية العظمى الكريمة ومكانتها العالمية والإنسانية وهذه جهودها ودورها المبذول على الصعيدين الإقليمي والعالمي لوقف الحرب ونزيف الدماء من كل الأطراف وذلك من أجل سلام دائم يعمّ هذه المنطقة والعالم . فالسعودية دولة سلام وتنمية وأمن وأمان وهذا ما تحاول أن تنشره دائماً في كل العالم لتتوقف الدماء والصراعات والحروب ويعمّ السلام والإستقرار والأمن والأمان. وسيحقِّق الله أهدافها وجهودها ومهما يكن فالبشائر تولد من المصائب فلايأس وإن طالت التحدّيات فالخير والسلام والنور قادم بإذن الله بالجهود الصادقة من قادة وطننا ــــ حفظهم الله ـــ..
وفي الختام وأولا نحن فخورون بقيادتنا الحكيمة وجهودها الحثيثة في إقامة السلام العالمي الشامل.