التقت صحيفتنا مع فارجيس شيريان، رئيس مكتب الإيرادات في Builder.ai، الذي حضر معرض جيتكس الذي اختتم مؤخرًا في الإمارات العربية المتحدة وتحدث عن خططهم المستقبلية وما يجعلها فريدة حقًا.
هلّا أعطيتمونا نظرة عامة حول رؤية Builder.ai لمنطقة الشرق الأوسط؟
إذا ألقينا نظرة فاحصة على سبب قيام شركة Builder.ai، فستجد أن الهدف الأساسي منها يتمثل في مساعدة الناس على تحقيق إمكاناتهم من خلال تمكينهم من الحصول على دعم العالم الرقمي وتسهيل الرقمنة. ثمّة الكثير من الأفراد الذين يحظون بأفكار رائعة، ويريدون حل التحديات، لكن عندما يتعلق الأمر بالتقنية التي تدعمهم، نجدها تفتقر إلى القوة التي يحتاجون إليها. هناك طلب كبير في السوق على منتج مثل المنتج الذي نقدمه، فإذا ذهبت مثلًا إلى مطعم صغير أو مؤسسة كبيرة أو إلى مكاتب حكومية، تجد لدى هذه الأماكن جميعها تطبيقاتها الخاصة، ونجد أن الجميع حريص على بناء التطبيقات الخاصة به، وهذا من شأنه خلق فجوة كبيرة بين العرض والطلب، لا سيما في الشرق الأوسط. وقد توقع تقرير صادر عن “غارتنر”، ارتفاع الطلب على موارد تطوير البرمجيات بعشرة أضعاف ما هو عليه اليوم، بحلول عام 2025، لذلك نعمل في Builder.ai حاليًا بصفتنا صلة وصل وعامل تمكين في هذا الصدد.
إن أحد التحدّيات التي نواجهها اليوم يتمثل في الفجوة بين العرض والطلب فيما يتعلق بالموارد اللازمة لبناء البرمجيات؛ فالعميل العادي الذي نخدمه ليس متخصصًا تقنيًا، لكن نجده يعمل على تصميم تطبيق يتطلب الكثير من التعليمات البرمجية التي تشمل مزايا مثل تسجيل الدخول وخدمة سداد المدفوعات، وما إلى ذلك. لذا، وبدلًا من بناء التطبيق من الصفر في كل مرة، قمنا ببناء منصة تقدم عناصر متنوعة وجاهزة يمكن للعميل اختيار ما يناسبه منها. لقد أنشأنا مكعبات بناء تشبه فكرة مكعبات ليغو، بحيث يجري تجميعها معًا باستخدام الذكاء الاصطناعي. إن ما لدينا ليس شيئًا عامًا يناسب الجميع، فنحن نقدم حوالي 700 من هذه الوحدات الأساسية، التي تغطي ما بين 80% و85% من احتياجات العملاء البرمجية، وهي وحدات محددة تتيح بناء تطبيق تخصصي لكل سوق ولكل عميل.
كيف يمكن للمؤسسات الصغيرة التي تتطلع إلى بدء أعمالها التجارية بسرعة، الاستفادة من Builder.ai؟
تخيل نظامًا يمكنك التحدث إليه، ويمكنه فهم متطلباتك من ناحية الفكرة أو التحدي الذي تتصدى له، ويجمع معًا كل العناصر المتعلقة بمتطلباتك البرمجية. إننا نقوم على الفور بإنشاء عنصر مرئي لبناء حل للتحدي الذي تواجهه من خلال إظهار الطريقة التي ستبدو عليها الفكرة من حيث التصاميم وسير عمل التطبيق. عند هذا المستوى، لا يدفع لنا العميل، لكنه بعد أن يرى الشكل الذي سيبدو عليه المنتج النهائي ويتمكن من تصوره، فإنه يتعاقد معنا، وعندها يتم إنشاء 80% من البرمجية تلقائيًا على المنصة، ثم نقوم بإحضار خبراء لتعديل هذه البرمجية وفق الاحتياجات الخاصة للعميل ودمج جميع وحدات البناء معًا واختبار المنتج النهائي.
عملاؤنا يستفيدون من أسعارنا الممتازة ومن ميزة الوقت؛ فإذا ذهبت عادة إلى إحدى شركات تطوير البرمجيات، فإن إكمال المشروع سوف يستغرق نحو 60 أسبوعًا، لكن الأمر لدينا يستغرق ما بين 15 و16 أسبوعًا فقط لبناء البرمجية نفسها، ما يعني سرعة وصول العملاء إلى السوق، بلا إنفاق الكثير من المال على بناء تطبيقاتهم، عدا عن تمكنهم من فهم الطريقة التي بُنيت بها.
أما فيما يتعلق بالمخاطر والتخفيف منها، فلدينا معرفة بسلوك العميل النموذجي وخبراء في المنتجات يعملون مع العميل لعلاج المشكلات التي قد تظهر. ويحصل كل عميل أيضًا على لوحة بيانات تمكنه من متابعة حالة المشروع ومدى تطوّر العمل في التطبيق، وهذه اللوحة ستبقيه على اطلاع دائم فيما يتعلق بالجداول الزمنية والاعتمادات.
ما هي الأسواق المستقبلية التي تخططون للتركيز عليها وما الذي يجعلها أسواقًا جذابة؟
نحرص على إبقاء أعيننا مفتوحة على الفرص المتاحة في أنحاء العالم، وقد اخترنا الأسواق التي شهدنا فيها زيادة في الطلب على الحلول الرقمية. لذا، بدأنا بالهند، ثم ذهبنا إلى الولايات المتحدة، ثم إلى أوروبا، حيث أصبح لدينا الآن مكتب جديد في المملكة المتحدة، وبعدها إلى دبي، ثم سنغافورة لأننا شهدنا نموًا هائلًا من حيث فرص الأعمال في هذه الأسواق. أما الموقعان التاليان في خططنا هما السعودية وقطر، لأننا نشهد طلبًا كبيرًا فيهما أيضًا.
فالمملكة العربية السعودية تشهد اليوم ما شهدته الهند ربما قبل 10 أعوام أو 15 عامًا. إذا نظرت إلى إنترنت النطاق العريض، مثلًا، تجد أن الهند كانت متخلفة كثيرًا عن بقية العالم. ثم فجأة، غيّرت سوق الهاتف المحمول قواعد اللعبة، وحققت في غضون 10 سنوات، تقدمًا سيبقى للأعوام الخمسين القادمة. إننا نرى الشيء نفسه سيحدث في السعودية، وأنها سوف تحقق قفزات كبيرة في السنوات العشر القادمة، وربما تصبح الدولة الأكثر تقدمًا من جهة الاستفادة من الفرص الرقمية، وهو توجه يحدث في الواقع، فلدى المملكة العديد من المشاريع الضخمة قيد التنفيذ والمدن الجديدة قيد البناء، وكلها ستتيح رقميًا كل ما يحتاجه السكان وأكثر. لذلك فإنك، من وجهة نظرنا، إذا عرفت حجم الطلب الكبير في السوق السعودية على التطبيقات الذكية وقارنته بما هو متاح من موارد لتلبية ذلك الطلب، ستجد أن ثمّة فجوة كبيرة. ولكن يمكن تحقيق الكثير بوجود منصة من شأنها أن تحل المشكلة من خلال تسريع بناء التطبيقات مع تقليل التكاليف.
ما هي القطاعات الرئيسة التي تركزون عليها في عملكم وكيف تغيّر طبيعة العميل نهج عملكم؟
ما نقدمه للعملاء وما نبنيه من تطبيقات لا يتأثر بالقطاعات التي يعملون فيها؛ فلدينا ثلاثة تصنيفات من العملاء الذين نعمل معهم. الأول هو الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر، كمحلات البقالة والمتاجر والمطاعم التي تحتاج إلى تطبيقات، والثاني هو الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج إلى أنواع من التطبيقات لإثراء الأفكار والتصدي للتحديات، أما النوع الثالث من العملاء فهو المؤسسات الكبيرة والجهات الحكومية. لذلك، لدينا قواعدنا التي تحدد كيفية التعامل مع هذه الفئات من العملاء. وإذا نظرت إلى ما فعلناه مع الشركات الصغيرة في دولة الإمارات، فقد أبرمنا علاقات شراكة مع شركات الاتصالات والبنوك. أما مع الجهات الحكومية، فإننا نسعى لإبرام شراكة كبيرة مع جهة محلية تقود محادثاتنا مع تلك الجهات، التي سوف نعمل على استكمال قدراتها من خلال منصتنا.
هل تظنون بأن الذكاء الاصطناعي سوف يسيطر على الوظائف ويقضي عليها؟ أم أنها أداة من شأنها تمكين خلق فرص عمل جديدة؟
أولًا، لا شكّ في أن الذكاء الاصطناعي يساهم في خلق أنواع جديدة من الوظائف، فمثلًا، لم يكن أحد، قبل خمس سنوات، يعرف شيئًا عن مهندسي الاستجابة الفورية، الذين يلعبون اليوم دورًا بالغ الأهمية عند الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في بناء التطبيقات البرمجية. لذلك، من المنتظر أن تخلق نماذج اللغات الكبيرة والذكاء الاصطناعي وظائف جديدة. ثانيًا، تعمل شركات مثل Builder.ai على تمكين الأفراد من تحقيق أحلامهم، وبناء المزيد من البرمجيات، ما سيخلق المزيد من فرص العمل. وأخيرًا، أود تلخيص المسألة بالقول إنه إذا كان الذكاء الاصطناعي سيساعدنا على أن نكون أكثر كفاءة ويوفر علينا الوقت والجهد، فسوف نستفيد من ذلك على الأرجح لتحقيق التوازن في حياتنا وتحقيق إنجازات أكبر للشركات.