متابعات

بين دكاكين العطارة والتطبيب.. عشوائية استعمال المكملات الغذائية كارثة صحية

جدة- ياسر خليل

تنتشر في المجتمعات عموماً ظاهرة تناول المكملات الغذائية و الفيتامينات و غيرها من الأدوية دون استشارة الطبيب او الصيدلي و دون وصفة طبية ، وهنا تكمن المشكلة حيث أن تركيبة بعضها غير معروف أو قد لا يناسب الشخص الذي يتناولها مسببّة بعض الأعراض الجانبية المزعجة والغير مستحبة. “البلاد” استطلعت آراء بعض المختصين حول هذا الأمر، وكانت الخلاصة التالية:

مستشار الإعلام الصحي الصيدلي الدكتور صبحي الحداد يبدأ الحديث قائلاً: المكملات الغذائية هي عناصر تعويضية عن بعض الأغذية و العناصر الغذائية التي لا يتناولها الأفراد بشكل دائم و طبيعي او نتيجة لخلل في العملية البيولوجية التي تتم داخل الجسم، ف (البيوتين) مثلا و المعروف بفيتامين (ب 7 ) هو أحد هذه العناصر المتداخلة في تركيب الكثير من المكملات الغذائية والذي يتداخل مع بعض الفحوصات المخبرية ما يؤثر سلبا على صحة نتائج المختبر بحسب ما تم نشره من هيئة الغذاء و الدواء الأمريكية وكما هو معروف أن البيوتين يستخدم كعلاج للشعر و تحسين حالة الأظافر و البشرة وتكمن المشكلة في أن بعض هذه المكملات الغذائية تحتوي على كميات عالية من البيوتين اكثر من الموصي باستخدامها في علاج الشعر والبشرة و الأظافر حيث ان الجرعات العالية تستخدم في علاج بعض الأمراض العصبية مثل التصلب المتعدد وبالتالي عند إجراء التحاليل الطبية لمن يتناولون البيوتين يجب إخبار الطبيب المعالج بذلك ، حينها يتوجب على الطبيب سؤال المختبر عن آلية الفحص المتبعة في المختبر و التي لا تتسبب في أي تداخل مع البيوتين حيث ان البيوتين يتسبب في إعطاء نتائج خاطئة لتداخله مع التحاليل الأخرى و ينتج عن ذلك تشخيص طبي خاطئ، عند التفكير في تناول أي مكمل غذائي و عدم الإنجراف خلف الدعاية عبر وسائل التواصل دون استشارة المختصين .. و التأكد من أن هنالك حاجة ضرورية تستدعي إستخدام هذه المكملات.
ويختتم د.الحداد قائلاً: وفقًا لبيانات المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، أفاد 52 ٪ من البالغين الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع أنهم استخدموا مكملًا غذائيًا واحدًا على الأقل في الثلاثين يومًا السابقة و 31 ٪ أفادوا باستخدام مكمل غذائي متعدد الفيتامينات والمعادن.


ويعًرف استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد المدني المكملات الغذائية قائلاً: عرفت الحكومة الأمريكية سنـة 1938م الطعام على أنه ” الوجـبة التي تؤكل، أو تشرب، أو تمضغ”، والدواء على إنـه ” المـادة التي تستـعمل للتشخيـص، أو الوقايـة، أو العـلاج، أو الشفاء، أو التخفيف من الأعراض وقـد عرفت المكملات الغذائية سنة 1994م على إنها المنتج (ما عدى التبغ) الذي يعمل على تكملة الطعام المتناول حيث يتكون أو يحتوي على واحد أو أكثر من المحتويات الغذائية التالية: فيتامين، معدن، عشب أو أي مركب نباتي، حمض أميني، أو أي مـادة غذائيـة تستعمـل للإنسان لتكملة الوجبة بهدف زيادة المتناول اليومي أو زيادة تركيز مكون محدد أو مزيج من هذه المكونات. ويتم تناول هذه المكملات الغذائية في صورة حبوب، أو أقراص، أو كبسولات، أو في شكل سائل ولا تعتبر في حد ذاتها طعامًا تقليديًا أو حمية غذائية أو وجبة غذائية.


وعن افضل الأوقات لتناول المكملات الغذائية تقول استاذ التغذية العلاجية بجامعة المؤسس الدكتور جميلة بنت محمد هاشمي: يحتاج البعض منا الى تناول بعض المكملات الغذائية من فيتامينات واملاح معدنيه بحسب الحاجة اليها وايضا بحسب توصية الطبيب، ولكل مكمل غذائي وقت مفضل لتناوله للحصول على الفائدة القصوى منه ، فمثلاً الفيتامينات : تنقسم الى ذائبه في الماء مثل فيتامين” ج” فيتامينات “ب” المركبه ” 1-6-12″ وهذا النوع من الفيتامينات لايتم تخزينها في الجسم، لذلك ينصح بأخذ الجرعة الموصى بها يومياً وفي نفس الوقت في فترة الصباح لأنها تمد الجسم بالطاقة والحيوية والنشاط. أما القسم الثاني من الفيتامينات هو الفيتامينات الذائبة في الدهون وهذه المجموعه “أ- د- ه- ك” فيتم تخزينها في الجسم وتحتاج الى تناول وجبة تحتوي على دهون صحية مثل الأسماك الدهنية او المكسرات او الأفوكادو لإمتصاص أفضل لها ، لذلك يتم تناولها أثناء الوجبات، أما الأملاح المعدنية: مثل الحديد، الكالسيوم، المغنيسيوم، فالكالسيوم مهم للمحافظة على صحة العظام ويمكن تناوله بمفرده او مع الوجبة بحسب نوعه.


اما المغنيسيوم فيساعد في صحة الأعصاب والمحافظة على ضغط الدم في مستويات طبيعية ، وهو يساعد على النوم الصحي العميق لذا ينصح بتناوله ليلاً قبل النوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *