متابعات

حرفيون يبدعون في هذا المجال.. ريادة سعودية في صناعة الجلود

البلاد – جدة

باتت المملكة من الدول الرائدة في تصنيع الجلود؛ إذ توجد العديد من المصانع، بينما تعد صناعة دباغة الجلود في السعودية من الصناعات، التي تتوفر لها المادة الخام محلياً، وتعتبر صناعة أساسية ومشتقاتها تمثل قيمة مضافة للصناعة المحلية، باستثمارات في سوق الدباغة تقدر بأكثر من ملياري ريال، في وقت يمثل استخدام التكنولوجيا الصديقة للبيئة في دباغة الجلود مشروعاً نموذجياً للتنمية المستدامة ذات الآثار الاقتصادية والبيئية المتميزة، التي تهدف إلى القضاء نهائياً على مصادر التلوث بمنطقة الدباغة القديمة، وإيجاد مجتمع صناعي جديد متوافق بيئياً ، وملتزم بأنظمة الجودة والمواصفات القياسية الدولية.

وبينما يتميز الحرفيون في مختلف الصناعات الجلدية، تبدع الحرفيات السعوديات في صناعة الجلديات اليدوية، ضمن البرنامج الذي ينظّمه معهد الحرف والصناعات اليدوية “حرفة”، بالتعاون مع جمعيات الأسر المنتجة بمختلف المناطق، حيث استفاد من البرنامج في نجران 15 سيدة من نزيلات التأهيل الشامل، والمستفيدات من خدمات اللجنة الوطنية “تراحم”، وعدد من المهتمات بالتصميم والتطريز، بما يسهم في الحفاظ على الحرف اليدوية والموروث الوطني، ونقله من الأجداد والآباء إلى الأجيال؛ لضمان استمراريته وتجدده.


وتنوع إنتاج الحرفيات من الصناعات الجلدية بين الحقائب النسائية، وسديريات الأطفال، والجداريات، حيث التقت بالمدربة انتصار الرشيد، التي أكدت أن البرنامج التدريبي يهدف إلى تدريب وتأهيل الحرفيات على صناعة الجلود، التي تشتهر بها المملكة، وتعريفهن على أهم أنواع الجلود التي تتمثل في جلود الأبقار والماعز، وتزويدهن بالمهارات الأساسيات للصناعات الجلديات؛ كطريقة القص الصحيحة والخياطة والتفصيل، ومهارات الدق والضغط، إضافةً إلى كيفية استخدام المهارات الفنية، التي تشمل الحرق والرسم على الجلد لإخراج المنتج بشكل جميل، مع توظيف تراث منطقة نجران في مخرجات صناعة الجلديات بإضفاء النقوش، والرسومات، والأماكن الأثرية والتراثية على القطع الجلدية؛ بما يميزها عن غيرها من القطع الجلدية الأخرى.

ويهدف برنامج صناعة الجلديات إلى المحافظة على الموروث الحرفي وتوثيقة ونقلها من جيل إلى جيل، وتشغيل الحرفيات والإشراف عليهن وتنظيم عملهن، وكذلك تقديم المشورة والإرشاد والخدمات الفنية للحرفيات والمصممات؛ لتنفيذ المشاريع الإنتاجية والحرفية والفنية، وإيجاد قنوات تمويل لتأمين احتياجات عمليات إنتاج الحرف، لاستمرار الصناعة للأجيال القادمة.


يذكر أن صناعة الجلود تُعد أحد الجوانب الفنية والتراثية، التي مارسها السكان منذ العصور القديمة، مستخدمين جلود “البقر والجمال والغنم والماعز” بعد دباغتها وتجهيزها، التي لا تزال قائمة حتى وقتنا الحاضر، وتتمثل في صناعة “الميزب” وهو أداة تستعمل لحمل الطفل الرضيع، وتحمل على الكتف عند الحاجة، وتتم صناعتها بأساليب مختلفة، كما أنها مزودة بزخارف جميلة، وكذلك “المسبت” وهو حزام من الجلد يحيط بالخصر، ويتفرع من الخلف إلى جزأين يوضعان على الكتفين، وأيضاً “الزمالة” وهي حاوية كبيرة تستعمل لحفظ الأشياء الخاصة، إضافةً إلى “المسب” وهو جراب لحمل الغذاء، ويحمل على الكتف بواسطة سير من الجلد، و”العصم” وهو جراب من الجلد صغير الحجم، له فتحة تقفل بسير من الجلد، و”القطف” وهو جراب أصغر من العصم، تحفظ به القهوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *