لابد أن السؤال يبرز بشكل دائم عن الفائدة المستدامة المرجوة من نجوم الكرة العالميين.
بالطبع يأتي السؤال مع تحقيق البطولات المحلية أو الآسيوية وبدون شك الفوز ببطولة بالدوري المحلي. أتكلم عن نادي النصر مثالًا، خاصة مع الدعم السخي ووجود فريق واحد فقط هو الذي سيفوز بالدوري.
هذا السؤال كان مطروحًا أمام إدارة النصر إبان الصيف، وما إن فاز النصر ببطولة كأس العرب، وتحقيق الفرحة العارمة للجماهير، حتى خسر النادي البطل أمام الاتفاق.
يدّعي النقاد بان وجود لاعب قوي لا يستطيع أن يفوز ببطولة الدوري لوحده. وينتقل البعض إلى التحدي بأن فريق النصر لا يستطيع أن يفوز الدوري، موجهًا أشد النقد للإدارة النصراوية سواء الفنية أو التنفيذية.
ولكن، هل فكر هؤلاء النقاد بأن إدارة النصر قد لا تفكر بالفوز بالدوري في خطة العمل الحالية؟
ليست النتائج الكروية الفورية هي المقياس الوحيد للنجاح الإداري. وكما شاهد الجميع، فإن الكرة، فوز وخسارة.
لذلك ربما يكون هدف إدارة النصر هو تحقيق المكاسب المادية بعد زيادة المبيعات والمتابعات والاعلانات، فإذا كان ذلك هو الهدف الرئيسي، فقد نجح النادي نجاحًا مبهرًا.
يجب على النقاد متابعة التوجهات الإدارية من جميع الجوانب، ولن يستطيع الناقد ان ينتقد القرار، الا بعد تحليل دقيق.
نجاح الترويج الإعلامي يصبح واضحًا عندما يسألك أي أجنبي في الخارج عن جنسيتك، ليكون السؤال الثاني مباشرة عن النصر ورونالدو والدوري السعودي. فإذا لم يكن هذا نجاحاًعلاماًا فكيف يكون النجاح ؟
من هنا نعرف أن العوامل الأكبر من دخول الدوري السعودي إلى العالمية، هو أن يكون لجيل كامل من الشباب هدف أكبر في الحياة.
إن مشاهدة طريقة لعب رونالدو، اللاعب الأشهر على مستوى العالم، أو التزامه بالتدريب لعدة ساعات يوميًا طوال حياته، أو المحافظة على صحته، خاصة بعد أن تسبب في خسارة شركة مرطبات عالمية مليارات من الدولارات بسبب استبعاده لمشروباتهم من على طاولة المؤتمر الصحفي، لأنه يؤمن أنها ضارة بالصحة، رسالة هامة لجميع الشباب الذين لا يهتمون بصحتهم. وهناك رسالة أخرى بأن العمل الجاد مثمر، ولا يمكن للنجاح أن يكون مجود صدفة. لابد لاستمرار النجاح من مواصلة الجد والاجتهاد.
إن المصاريف التي يتم صرفها من قبل الدولة على مكافحة المخدرات والأمراض المزمنة في بلادنا مثل السكري تقدر بمئات الملايين. وجميعها تحتاج إصرار ونمط تغذية بدنية وعقلية لمقاومة تلك الآفات والأمراض.
ثم لنأخذ مثال فرحته بتحقيق الأهداف، وسعادته بالانتصار، وهو اللاعب الذي حقق كل شيء في عالم الكرة، هذا يعطي درسًا لمكافحة الغرور الشخصي. فأنا أرى بعض زملائي لا يمكن أن تتحدث معه لمجرد أن له إنجاز في الألعاب الالكترونية.
إن صرف الأموال، لإيصال رسالة هامة إلى الشباب، عن طريق رؤية عناصر النجاح أمام أعينهم، وعلى بعد أمتار، وأن هذا النجاح هو نتيجة الحفاظ على الوقت والصحة والالتزام بجدول التمارين مهما كانت قسوته ، يعتبر برنامج فعلي وعملي، ليرى الجميع نتائج الالتزام الشخصي بالعمل والاهتمام بالصحة أمام أعينهم.
ومع وجود النجوم في العديد من الأندية، فإنه يمكن لأي مهتم أن يحضر مباراة من نجوم العالم، في أي منطقة من مناطق المملكة، كل أسبوع.
إن متابعة الرياضة، والاهتمام بالصحة تأخذ بيد الكثير من الشباب إلى الاهتمام بالصحة والالتزام بالحياة والابتعاد عن طريق الدخان والمخدرات.
إن نجاح لاعب مثل رونالدو الذي لا يتناول المخدرات، ولا يشرب الكحول، ويلتزم بالتدريب ما لا يقل عن ثلاث إلى أربع ساعات يوميًا، رسالة هامة لجميع الشباب، الذي يشعر بالملل إذا قام بتدريب لبضع دقائق في الأسبوع.
لا شك أن كل فريق لديه أهدافه، وأساليبه لتحقيق تلك الأهداف، ولا بد من أخذ كل العوامل في عين الاعتبار قبل انتقاد إدارة النادي أو المدرب، أو الشعور بالحزن بعد أي نتيجة. فهناك العديد من العوامل الهامة لا نعرف عنها، ويكفي أن من يمدح رونالدو وتطور نادي النصر في هذا المقال هو مشجع هلالي، يستمتع بجميع المباريات التي يشاهدها في الدوري بعد أن كان لا يتابع إلا مباريات الهلال.