جدة – ياسر خليل
كشف المهتم بالشأن البيئي وعلوم البحار عادل اقبال سليمان لـ” البلاد”، أن الغراب الهندي يعتبر من الطيور الغازية التي تستوطن في المناطق ذات التجمعات السكنية الكبيرة كالمدن التي يوجد بها كثافة بشرية عالية ، والأنواع الغازية عادة ما يتم تعريفها على أنها ” نوع غير أصلي في المنطقة وتهدد النظام البيئي المحلي أو الاقتصاد المحلي أو صحة الإنسان” ، فمثلاً يلاحظ انتشاره بشكل كثيف جداً في معظم الدول الآسيوية ومنها الهند وباكستان وبنجلاديش وإندونيسيا وماليزيا وتايلاند وغيرها.
ولكن يتردد أن دخولها في السعودية وسلطنة عمان وغيرها من الدول الخليجية والعربية كان عبر السفن القادمة من الدول الآسيوية، إذ استطاعت طوال تلك الفترة الزمنية السابقة أن تتكاثر ويزداد اعدادها، وأصبحت تهدد أمور عديدة منها الأسلاك الكهربائية والمواشي والمحاصيل الزراعية وبيض الطيور الأخرى ، وهي تجد طعامها بكل سهولة في حاويات القمائم والمرادم والشوارع إذ تلتقط الحيوانات الميتة لذا تدعى الغربان بـ “المكنسة البيئية”.
وقال تزامناً مع حملة المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في مكافحة انتشار الغراب الهندي بمحمية جزر فرسان، ضمن الخطة الوطنية لإدارة الأنواع غير الأصيلة الغازية التي ينفذها المركز لحماية التنوع الأحيائي والموارد الجينية في المملكة ، إن الغربان تتميز بطباع حاد وذكاء كبير ودقة الملاحظة ، اضافة لطبيعة حياتها الجماعية مع اقرانها المتسمة بالمؤازرة والتعاضد فيما بينها لدرء أي خطر يهددها، وفي حالة تزايد اعداد الغربان وتضاعفها يتزايد الاعتداء على الطيور البرية الأخرى، مما يشكل اختلالا في التوازن الطبيعي البيئي للطيور البرية .
ونوه أن مجتمع الغربان مترابط، حيث أنهم يدعمون بعضهم البعض بشكل كبير وملفت عند الشعور بالخطر، ويلتفوا حول بعضهم ويطلقون الصيحات القوية لإرهاب الغرباء وتخويفهم ليبتعدوا عنهم.
ولفت إلى أن هجرة الطيور بشكل عام تحدث بشكل موسمي وسنوي، وتدخل الطيور وتخرج بطريقة تحقق التوازن البيئي، ولكن الطيور الغازية كالغربان وطائر المينا نجدهما لا تدخلان عن طريق الهجرة بل عبر طرق أخرى مثل استجلابها كطائر زينة كما هو حال المينا ، أو بسبب الموقع الجغرافي، أو وصولها عن طريق سفن الشحن البحري، حيث تستوطن وتبدأ تؤثر على النظم البيئية. واختتم سليمان حديثه بقوله: “يمكن أن تتسبب الطيور الغازية في مجموعة واسعة من المشكلات، ليس فقط بالنسبة للأنواع المحلية، ولكن أيضًا بالنسبة إلى النظام البيئي تمامًا ، ومن المشاكل الشائعة مع الطيور الغازية تشمل:التنافس على مواقع التعشيش، التنافس على مصادر الغذاء، استهلاك المحاصيل الزراعية ، انتقال الأمراض، اضطراب المفترس البيئي “توازن الفريسة”، لذا تتجه بعض الدول إلى مكافحتها والحد من انتشارها بالطرق المناسبة تفادياً لمخاطرها على البيئة.
أضرار الطيور الوافدة
- التنافس على مصادر الغذاء
- إستهلاك المحاصيل الزراعية
- القضاء على الطيور المحلية