تعتبر المراكز الصحية المنتشرة في الأحياء والقرى المقصد الأساسي للأهالي والمقيمين ، وهي خط المواجهة الأول مع الجمهور والخدمات المقدمة من خلالها تدخل ضمن الرعاية الأساسية الأولية التي يسعى الجميع للحصول عليها ، لتؤدي هدفها الذي أنشئت من أجله ، حيث أن مسماها مراكز الرعاية الصحية الأولية .
عند مراجعتي لمركز حينا الجميل في مبناه وموظفيه، أجدني في حيرة من أمري ، فلا أجد غير طبيب عام للرجال وطبيبة عامة للنساء وطبيبة أخرى للأمومة وطبيب للأسنان يخدم الجميع وباقي غرف المركز خاوية على عروشها ، رغم أن المركز مبنى حكومي مترامي الأطراف والمساحة ، وكان من المفترض أن يحتوي المركز على العديد من التخصصات الأساسية ومنها طبيب الباطنية والنساء والولادة والعظام والعيون والمختبر ، لتكون المراكز الصحية مراكز خدمة للمريض وليس مجرد موقع عبور للمستشفيات العامة ، وبالمناسبة أذكر أيام دراستي في الأحساء كنت أراجع مركز صحي”الثليثية” في الهفوف وكان مركزاً مستأجراً وبه تتوفر كافة التخصصات التي يحتاجها المريض والمرة الوحيدة التي تم تحويلي فيها للمستشفى العام كانت من أجل العرض على إستشاري العظام .
وضع المراكز الصحية الأولية يحتاج لإعادة نظر من حيث نوعوية الخدمات التي تقدمها لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها ، ومنها تقليل الضغط على المستشفيات العامة لا أن تكون مجرد بوابة عبور لها وتقديم الخدمات الصحية الأولية بجودة عالية ، وإلا يبقى الأمر مجرد ديكور ظاهري فقط يستقطع سنوياً مبالغ كبيرة من ميزانية وزارة الصحة دون فائدة ، وكلنا في خدمة الوطن .