الرياضة

“ الديربي والكلاسيكو” ينعشان الهلال قبل موقعة أوراوا

جدة – محمود العوضي

“الكبار يمرضون ولكن لا يستسلمون” فالكبار- وعلى رأسهم الهلال- إذا ما تعرضوا لكبوة جواد فسرعان ما يستعيدون توازنهم، عطفًا على ما يمتلكونه من تاريخ متراكم من الخبرات في كيفية التعامل مع الظروف الصعبة وتجاوزها؛ مهما كان قدرها.
الهلال مرَّ بسلسلة مخيبة من النتائج واهتزاز المستوى، فتعثر عدة مرات سواء بالخسارة أو التعادل أمام الشباب والباطن والطائي والوحدة، ما أبعده كثيرًا عن المنافسة على لقب دوري روشن. هذه النتائج المخيبة ألقت بظلالها على الحالة النفسية للاعبي الزعيم، وعلى جماهير الموج الأزرق، وارتفع معدل القلق لدى كل محبي الهلال مع اقتراب لقاءين من العيار الثقيل قبل الموقعة المنتظرة أمام أوراوا الياباني في ذهاب وإياب نهائي دوري أبطال آسيا.
اللقاء الأول أمام النصر في ديربي الرياض الكبير، فالهلال مطالب بإثبات وجوده أولًا أمام جماهيره العريضة، بالفوز أو على الأقل بعدم الخسارة، واللقاء الثاني” الكلاسيكو الكبير” مع الاتحاد متصدر دوري روشن، والطامح لتحقيق الثلاثية بعد تتويجه بالسوبر السعودي، واقترابه من حسم الدوري، ويتبقى له إزاحة الهلال من نصف نهائي كأس الملك.

كل هذه التحديات مثَّلت محفزات قوية للجهاز الفني للهلال بقيادة المخضرم رامون دياز، وكذلك للاعبي الفريق، فاستشعروا ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم فكانوا في الموعد، رغم وجود بعض الغيابات والإصابات وابتعاد بعض اللاعبين عن مستواهم المعهود.
ففي الديربي أمام النصر صال الفريق الهلالي وجال في ملعب الملك فهد الدولي، وحسم اللقاء بهدفين كانا قابلين للزيادة، وقدم لاعبوه ومديرهم الفني دياز أداء فنيًا وتكتيكيًا مثاليًا.
ولكن التحدي الأكبر كان في الجوهرة المشعة أمام الاتحاد المنتشي بصدارته لدوري روشن، وبحضور جمهوره العظيم، رغم أنه فشل في الفوز على الأزرق الهلالي على ملعب الجوهرة منذ 2732 يومًا، سواء في بطولة الدوري أو الكأس أو دوري أبطال آسيا؛ حيث إن آخر انتصار حققه الاتحاد أمام الهلال على أرضية ملعب الجوهرة يعود إلى يوم 30 أكتوبر 2015م، حين فاز الاتحاد على الهلال 3/4 ضمن الجولة الخامسة من دوري المحترفين السعودي لموسم 2015-2016م. ولكن مرة أخرى، أثبت لاعبو الأزرق وجودهم وحسموا اللقاء بهدف وحيد؛ ليتأهلوا لنهائي أغلى الكؤوس، ويضربوا موعدًا مع فريق الوحدة العريق- أول فريق سعودي يتوج بكأس الملك عام 1959م.

الفريق الهلالي- قبل العيد وبعده- كان حاضرًا بقوة في الديربي الأهم والكلاسيكو الأقوى، و عايد على جماهيره بانتصارين رائعين، ولكن جماهيره- التي لا تكل ولا تمل ولا تشبع من البطولات- لا تزال تنتظر العيدية الثالثة الأهم من وصيف العالم في النهائي الآسيوي، أمام أوراوا التي تتطلب تركيزًا غير عادي، ولاعبو الهلال يمتلكون من الخبرة ما يؤهلهم للتعامل المثالي مع هكذا لقاءات مصيرية؛ خاصة أن نتيجة لقاء الذهاب السبت المقبل على ملعب الملك فهد في الرياض، ستحدد بشكل كبير الطريقة التي سينتهجها دياز في الإياب بالسايتاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *