خلال مسيرتها المباركة اختطت المملكة سياسة خارجية واضحة تقوم على مبادئ وثوابت أهمها حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتعزيز العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة مع دول العالم وإقامة علاقات تعاون مع الدول الصديقة ولعب دور فاعل في إطار المنظمات الإقليمية والدولية كما تدعو باستمرار إلى أسس أكثر شفافية للعدالة في التعامل بين الدول وإلى محاربة التطرف والإرهاب وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وفي خطابه للمؤتمر الدولي حول ” قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة” وإعلان “وثيقة مكة المكرمة” الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي وافتتح بالعاصمة المقدسة أمس جدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ،حفظه الله ، الدعوة إلى إيقاف خطاب العنصرية والكراهية أياً كان مصدره وذريعته و الإصغاء لصوت الحكمة والعقل وتفعيل مفاهيم التسامح والاعتدال مع تعزيز ثقافة التوافق والتصالح والعمل على المشتركات الإسلامية والإنسانية باعتبار أن المسلمين قادرون على تقديم القدوة الحسنة ونشر الخير للبشرية جمعاء، كما تأتي الدعوة انطلاقاً من التزام المملكة بهدي الشريعة في أفقها الوسطي المعتدل ومن مسؤوليتها الإسلامية عن قدسية القبلة الجامعة ومهوى أفئدة المسلمين.
لقد أكد رعاه الله، في كلمته أن المملكة أدانت كافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب وواجهتها بالفكر والعزم والحسم وأكدت براءة الإسلام منها وطالبت بأن تسود قيم العدل المجتمعات الإنسانية كافة وأخذت على عاتقها العمل على نشر السلام والتعايش بين الجميع وأنشأت لذلك المراكز والمنصات الفكرية العالمية.
وستظل المملكة وقيادتها المباركة تبذل كل الجهد لخدمة المسلمين والدفاع عن قضاياهم العادلة والاسهام بشكل فاعل في توطيد مجالات التعاون والعمل المشترك وإرساء قيم ومبادئ القانون الدولي والإنساني وتوضيح وسطية الإسلام ونبذ الغلو والتطرف ومكافحة الإرهاب.