البلاد ـ فرسان
أثْرت تجارة اللؤلؤ قَدِيماً، جزرَ فرسان بالكثير من العادات والتقاليد، التي استقاها أبناء فرسان خلال تنقّلهم وسفرهم بين فرسان والقارة الهندية وغيرها، لترويج تجارة اللؤلؤ التي ازدهرت بدايات القرن الماضي، فظهرت عادات رافقت حياة الأهالي في الجزيرة.
واهتمّ الفرسانيون قَدِيماً؛ بجهاز العرس كأحد الشروط الأساسية في الزواج، واستخدموا الصندوق السيسم أو المشجّر وهو من الخشب الثمين نتيجةٍ لأسفارهم، وأحضروا كذلك الملابس النسائية الثمينة المشغولة بالقصب اللامع، ومنها أَيْضاً فوطة الترتر النسائية المشغولة بالقصب سواءً في الصانفة في الأسفل أو بالورود المعمولة بالقصب بإتقان متناهٍ، إلى جانب الكرة وهي من أنواع الأقمشة، وكذلك الميل الذي كان يستخدم كقميص المرأة الفرسانية، ويرافقه المقنع على الرأس، والمدفع.
كما عرَفت المرأة في فرسان قديم، لبس الملاية الهندي التي توضع على الأكتاف وهي ملاية بلا أكمام، ولها زوائد من الكُفل المشغولة بالقصب كانت تلبسها المرأة لخروجها للتمشي ومناسبات الفرح، فيما امتاز الحذاء النسائي قَدِيماً بِكَوْنِهِ مَصْنُوعاً مِن الجلد الحُر وله مسميات مختلفة، إلى جانب لبس الرجلين من الفضة والخلخال، والزمام على الأنف والأقراط في الأذن.
واشتهر بين الرجال في جزر فرسان لبس “الشميز” وهو أشبه بالقميص الهندي، وكذلك “الفوطة” التي كانت تأتي إلى فرسان من الهند، وكانت عبارة عن أنواع مختلفة تبدأ أسعارها من ريالين وخمسة ريالاتٍ، وتصل إلى 50 و 60 ريالًا وهو مبلغ مرتفع في ذلك الوقت.
وانتشرت في جزر فرسان قديماً عادة “المقيل” يوم العقد التي اشتهرت في كثير من محافظات منطقة جازان، حيث يجتمع الأهالي والأصدقاء لمساعدة العريس، ويوضع “صحن” لتلقي المساعدات النقدية من النقود المعدنية التي يُسمع رنينها، فيما يرتفع صوت الصائح باسم ومقدار المعونة المقدمة، إلى جانب ليلة الزفة التي كانت تُنشد فيها الأشعار.