البلاد- وكالات
توصلت دراسة جديدة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستساهم في تحديد حالات تفشي انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم قبل وقت طويل من حدوثها.
وقال موقع (Axios) الأمريكي إن الطريقة التي تجمع بها المعلومات وتوقيت الاستجابة للأزمة الغذائية قد يُحدثان فرقاً كبيراً في مواجهتها.
الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم “Science Advances”، اعتمدت على “التعلم العميق” لاستخراج نص من أكثر من 11 مليون مقال إخباري نُشر بين عامي 1980 و2020، يركز على البلدان التي تعاني انعدام الأمن الغذائي.
وحللت الدراسة كيف كتب الصحافيون عن انعدام الأمن الغذائي والأسباب المرتبطة به، ووجد الباحثون أنه بين عامي (2009 و2020)، وفي (21) دولة، حسنت مؤشرات الأخبار “بشكل كبير” من تنبؤات التصنيف المرحلي المتكامل (IPC) لانعدام الأمن الغذائي، التي تتوافر على مستوى منطقة معينة في بلد ما، قبل وقوع الأزمة بـ(12) شهراً.
وكانت النتيجة النهائية نظام إنذار مبكر يحلل التغطيات الإخبارية للتنبؤ بتفشي أزمة غذاء بدرجة أعلى دقة من أنظمة المخاطر التقليدية المستخدمة حالياً في (37) دولة تعاني انعدام الأمن الغذائي في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
إذ قال صمويل فرايبرغر، عالم البيانات بمجموعة البنك الدولي والمؤلف المشارك في البحث، لموقع Axios، إن نماذج الأمن الغذائي التقليدية تعتمد على تدابير مخاطر “غالباً ما تكون متأخرة أو قديمة أو غير مكتملة”.
ويشير إلى أن هذه النماذج غالباً ما تعتمد على قياسات أو مؤشرات لأسعار المواد الغذائية على أرض الواقع، وهذا ليس منصفاً للدول الفقيرة التي يصعب جمع البيانات بها، بسبب نقص الموارد أو الحرب أو الصدمات المناخية.
فيما تحدد دراستهم في واحدة من الحالات كيف أن المصطلحات الإخبارية المرتبطة بغزو آفات وقع عام (2016) وانتشر في (20) دولة إفريقية، ودمر المحاصيل، كانت مكثفة في المناطق الأكثر عرضة له قبل خمسة أشهر من اعتباره أزمة.
وهذه الطريقة قد تكون لها “تداعيات عميقة” على آلية تخصيص المساعدات الإنسانية لمنع أزمة غذاء وشيكة، وفقاً لفرايبرغر، الذي أكد أنه “حتى أسابيع قد تُحدث فرقاً كبيراً”.
والتوقيت ركن أساسي في فعالية المساعدات الإنسانية، والحفاظ على الأرواح وسبل العيش، فضلاً عن الاستفادة القصوى منها، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ويصف تحليل أُجري عام (2022) ونُشر في مجلة “BMJ Global Health” استخدام البيانات لعمليتي “التخطيط واتخاذ القرار القائمين على الأدلة” بأنه “ضروري لنجاح المساعدات” في الأزمات الإنسانية.
وبالنظر إلى أن تغير المناخ يزيد من مخاطر وقوع الكوارث على مستوى العالم، ما يؤدي غالباً إلى مشكلات تتعلق بتوافر الغذاء والوصول إليه واستخدامه وتوافره بكميات مستقرة، تؤكد منظمات الاستجابة للكوارث مثل منظمة “Team Rubicon” غير الحكومية، أن الاستعداد المستنير قد يكون منقذاً للحياة.
فيما قال آرت ديلاكروز، الرئيس التنفيذي لشركة “Team Rubicon”، لموقع Axios إنه كلما زاد الوقت والموارد التي يملكها المجتمع للخروج بخطة لمواجهة آثار الأزمة، كان أفضل تجهيزاً للاستجابة “للآثار المتتابعة” للمخاطر غير المتوقعة.