قدمت شركة BMW مفاجأة لزوار معرض المستهلك الإلكتروني ـ CES، عبارة عن سيارة تتغير ألوانها الخارجية الى 32 لوناً قزحياً رقمياً، وكان ذلك خلال الاستعراض التدشيني لدخول السيارة الى قاعة المعرض في لاس فيجاس قبل شهرين، وأعتقد زوار المعرض أن المؤثرات الضوئية الملونة هي التي تغمر السيارة بألوانها المتغيرة، الا أن الواقع كان مدهشاً ومبدعاً.
بداية كانت السيارة تتوشح باللون الأبيض اللؤلؤي وبعد ذلك تغير شكلها بحزمة ضخمة من الألوان، بعضها ثابت على أجزاء معينة من جسمها الخارجي، والجزء الآخر من الجسم تغطيه ألوان متغيرة تقسم السيارة إلى أجزاء وأشكال هندسية ملونة وجذابة.
إنها إحدى عبقريات تلبية إحتياجات العملاء وفق ظروفهم النفسية والمزاجية، لا شك أن هذه التقنية ستنتقل عدواها إلى طلاء الأشياء الصغيرة والكبيرة كالهواتف الذكية والمنازل من الداخل والخارج مثلا وبالتأكيد ستغزو هذه التكنولوجيا صناعة الغزل والنسيج والأزياء وغيرها الكثير.
الحياة بلا ألوان تصبح باهتة ومملة، فالألوان تبعث في النفس البشرية الفرح والبهجة وتضفي أبعادا وملمسا في الكون كله، والألوان تؤثر في معنويات البشر وتهدئ من نفوسهم وتقلل من الضغوط النفسية، وتضيف لمسة رومانسية على أجواء المكان.
هذا ولقد أثبتت الدراسات النفسية أن الألوان لها علاقة وإرتباط بدوافع الشراء وأفضليات الاختيارات، وكذلك تساعد ألوان الديكورات الداخلية في المطاعم على فتح الشهية والإستمتاع بالطعام ولذته الخ…
وللألوان دلالات وتأثير وتعبير عن المشاعر النفسية فاللون الأحمر يعني الحيوية والحب، واللون الأصفر يعني المرح والأمل والخطر، واللون البرتقالي يوحي بالدفئ والعطف، أما اللون الأخضر فهو اللون الغالب في الطبيعة ويرمز إلى النضارة والنمو والتطور أما اللون الأزرق يبث الأمل ويعني الحكمة والسلام، واللون الأبيض فيشير إلى الحيادية والحقيقة والصدق، أما اللون الأسود فيعني النبل والغموض والحزن.
وقد أثبتت الأبحاث والدراسات أن بعض الحيوانات والحشرات والأسماك والطيور، لديها القدرة على رؤية ألوان لا نستطيع رؤيتها نحن البشر تساعدهم على البحث عن الطعام.
وأخيرا فإن دلالات الألوان ومفهومها تختلف باختلاف الثقافات والشعوب، وتعتبر وسيلة فعالة للتواصل وفهم مقاصد الآخرين.