البلاد ـ جدة
عمل في السلك الدبلوماسي لفترة طويلة، وتحلّي بالأمانة الوظيفية، والتزم بالنزاهة والإخلاص والتفاني في أداء مسؤوليات العمل الذي تكلف به”.. هو سفير خادم الحرمين الشريفين السابق لدى أستراليا ونيوزيلاندا حسن بن طلعت ناظر، الفائز بجائزة يوم الانسجام الأسترالي الوطني للعام 2010م، وذلك تقديراً لدوره في تعزيز ودعم التناغم وقيم الحوار الإنساني بين جاليات المجتمع الأسترالي على أكثر من صعيد عن حياته بعد مسيرة حافة من العطاء في السلك الدبلوماسي تحدث حسن بن طلعت ناظر لـ “البلاد ” عن مسيرته المهنية قائلاً: “بدأت العمل في السلك الدبلوماسي في عام 1968م فقد ولدت ونشأت في الإسكندرية حيث كان والدي يرحمه الله القنصل العام في الإسكندرية، ودرست معظم دراستي في الإسكندرية”.
وأضاف أكملت لمدة عامين دراستي في الرياض، وسكنت مع 10 طلاب، وتعرفت عليهم وتعلمت لعبة البالوت تماماً وبعد ما انتهيت الدراسة التحقت بوزارة الخارجية، وعملت لمدة 4 سنوات.
وتابع حسن بن طلعت ناظر، تم تعييني في سفارة المملكة العربية السعودية بالقاهرة خلال الفترة من 1970 م – 1975م، وكانت أهم فترة مرت بها العلاقات بين البلدين، وكان الرئيس المصري آنذاك الرئيس محمد أنور السادات، وكان ملك المملكة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وكانت الحرب قائمة بين إسرائيل وبقية الدول. وكانت للمملكة وقفة مشرفة مع مصر.
وروى السفير حسن بن طلعت، تفاصيل ما بعد حرب أكتوبر 1973م، موضحاً أنه بعد الحرب قام الملك فيصل بزيارة تاريخية لمصر اجتمع خلالها مع الرئيس محمد أنور السادات، وجاءت رغبة الملك فيصل في رؤية خط بارليف ذلك الخط الذي يحكى عنه الكثير، وأنه خط لا يقهر وذهبنا إلى السويس، وكان من المفروض المرور عن طريق السيارات، ولكن الملك فيصل رفض ذلك، وعبرنا تلك المنطقة مشياً على الأقدام، وعبرنا قناة السويس إلى منطقة سيناء وخط بارليف، وشاهدناه في النهار. وواصل حسن بن طلعت ناظر حديثه عن مشواره الدبلوماسي، قائلا، إنه تم نقلي إلى واشنطن، وعملت لمدة 6 سنوات مع سفيرين الأول كان السيد علي حنا يرحمه الله، أما السفير الثاني كان السيد فيصل الحجيلان، وكانت فترة طيبة جداً تعرفت فيها على النظام الأمريكي.
وأضاف خلال الفترة التي وُجدت فيها في القاهرة حصلت على شهادة ماجستير في العلوم السياسية من جامعة الاقتصاد العلوم السياسية، وسلمني الشهادة الدكتور بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة.
وأشار حسن بن طلعت إلى أنه بعد واشنطن عدت إلى وزارة الخارجية حيث عملت في قسم الإعلام، إلا أن الأمير سعود فيصل وزير الخارجية آنذاك طلب مني أن أكون مسؤولاً على اللجنة التنفيذية، حيث السفارات جميعها ترسل تقاريرها إلى الأمير سعود الفيصل، فإذا رأى الأمير من مناقشة أيٍ من هذه التقارير يتم عقد اللجنة لمناقشة ما هو مطلوب مناقشته في هذه اللجنة من الإدارات السياسية والاقتصادية، حيث تبحث ملف المواضيع، ويتم اتخاذ القرارات المناسبة، وترسل الجهة التمثيلية تنفيذها، وكانت فترة ممتازة جداً للتعرف على كل أعمال وزارة الخارجية.
وأضاف أن سمو الأمير سعود الفيصل طلب إنشاء ناديين رياضيين في حي الدبلوماسي نادي للرجال وآخر للسيدات، وجهزنا المنشأتين الرياضيتين، وكانت فترة جميلة جدا، عملت مع سمو الأمير سعود الفيصل لمدة عشر سنوات، وبعدها تم إرسالي إلى لوس أنجلوس الأمريكية، وأمضيت 6 سنوات، ثم تم نقلي إلى المكسيك، وعملت لمدة 6 سنوات أيضا.
وواصل حسن بن طلعت حديثه عن مشواره في العمل الدبلوماسي، قائلاً عملت كسفير في أستراليا، ثم نيوزلندا لمدة 7 سنوات “، مضيفاً: خرجت من المملكة في عام 1990 م، ورجعت إليها في عام 2005 م، وكنت أزور المملكة في المناسبات الخاصة والإجازات والأعياد وخاصة في شهر رمضان الكريم.
وتابع حسن بن طلعت رجعت إلى المملكة والحمد لله الآن لدي ولدان وبنتان، ولكن للأسف الشديد الولدان متواجدان في أمريكا، حيث إن الابن الأول لديه شركة خاصة، والابن الثاني يعمل محامياً بالشؤون القانونية في شركة شقيقه الأول، أما البنتان متزوجتان ومتواجدتان في المملكة.
أما بالنسبة لرؤية المملكة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، قال حسن بن طلعت رؤية مستقبلية تهتم بالشباب والشابات في المقام الأول، وهذه الرؤية هذه متعلقة بأولادي وأحفادي حيث تضمن لهم حياة كريمة مستقرة وكلها أمل.
ولفت حسن بن طلعت أن المرأة السعودية تعمل في الخارجية كسفيرة، وخارج المملكة وهذه نتيجة رؤية المملكة 2030. وأضاف يعلم الجميع أن فترة التقاعدية لا يمكن أن تعوض الإنسان احتياجاتهم مع أهله وأحفاده، وخلال فترة تقاعدي بعقد من 4 إلى 5 اجتماعات مع الأهل والأصدقاء أسبوعياً، وأتمنى أن أفتح باب بيتي يومياً؛ لأن الحياة قصيرة بالنسبة لنا، وعمري الآن 77 عاماً ومعظم أصدقائي وأحبابي انتقلوا إلى -رحمه الله- وأنا حزين على فراقهم.