نهى الغامدي
نشأت وكبرت في وطن آمن، لا أذكر مرة أن سيطر علي الخوف حين أعبر شارعاً مظلماً، أو أكون قد صادفت موقفاً شعرت فيه بالقلق وأنا خارج حدود المنزل، نعم في طفولتي تعرض هذا الوطن لخيانة تمثلت في هجمات إرهابية استهدفت العديد من المدن، لكنه كما عرفته تغلب على كل ذلك.
هذا الوطن الذي وضع الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- لبنة تأسيسه في يوم 30 جمادى الآخرة من عام 1139 هـ الموافق ليوم 22 من شهر فبراير لعام 1727م أسس فيه الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية، أي منذ ما يقارب ثلاثمائة عام.
منذ ذلك التاريخ تطور خلالها حضارياً ومدنياً، ومر بالعديد من مراحل الرخاء، حتى وصل إلى اليوم الذي أصدر فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مرسوماً بأن يكون يوم 22 فبراير يوماً تاريخاً باسم “يوم التأسيس”..
هذا اليوم ليس لصفحات التاريخ فقط، إنما كذلك للشعب كافة، فحين تم إعلان هذا اليوم شعر أبناء هذا الوطن بالسعادة العارمة، ليس لأنه يوم إجازة رسمية لكل قطاعات الدولة، بل لأن هناك يوماً يمكنهم أن يظهروا الحب فيه بكل الطرق المتاحة، نعم وطن يستحق أن يحتفى به كما وأن لا مثيل له على الأرض، وفي الحقيقة هو كذلك.
وفي هذه الأيام تعيش المملكة العربية السعودية أجواءً احتفالية “يوم التأسيس” بعادات الأصالة العربية للمناطق كلها ما بين اللهجات المختلفة والأكلات وكذلك الثياب التراثية في تنوعها وجماليتها التي يتزين بها الشعب السعودي، ويخرج مباهياً بنفسه ووطنه ومليكه وولي عهده اللذين جعلا من حياة الشعب السعودي دائمة التطور والرخاء، فتجد المدارس والمؤسسات والبيوت والشوارع ممتلئة بحب الوطن ورفرفة الأعلام، سعيداً يردد عبارات الولاء والإخلاص لمملكة وملك، منادياً باسم سلمان مترنماً بمحمد، بالألحان والأغنيات، تحت طمأنينة وأمان دولة كان مفتاح بابها هذا اليوم الذي جعل منه الإمام محمد بن سعود رحمه الله تاريخاً مجيداً.
أفخر بكوني أنتمي لهذا الوطن، وأحمل في عروقي دماء شعب سعودي يحب وطنه بطريقة لا يمكن وصفها بالكتابة أو قصائد الشعر، أو كتابة المقالات والتحدث عنه، فالجمال والحب لا يمكن التعبير عنهما بصورة كاملة، فكيف بحب أبناء لوطن يحمل في قلبه تأسيس دولة عمادها دين الإسلام بشعار راية “لا إله إلا الله محمد رسول الله” وصفات العرب الأصيلة، فلا تكاد كارثة تحدث إلا وتجدهم في الصفوف الأولى لمد يد العون لمن هم بحاجة لذلك كالجسد الواحد، من النفس والمال وفداء الروح، وبل حتى فيما يخص الدول المجاورة كذلك تجدهم سباقين لمشاركاتهم الأفراح، فكيف لا نحب وطناً منذ تأسيسه حتى اليوم يرفل في الخير، وينعم بالكرامة والعزة.
i1_nuha@