البلاد – جدة
بعد 37 عاماً، ترجل المهندس سعيد بن جار الله الغامدي مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة عن صهوة جواده في إدارة فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، والجميع يشهد له بالأمانة والإخلاص وحسن أخلاقه ومحبته للجميع.
وهو يغادر منصبه، وجه المهندس سعيد بن جار الله الغامدي، رسالة وداع مؤثرة لزملائه في الإدارات والأجهزة الحكومية وأهالي منطقة مكة المكرمة ومنطقة الباحة، والتي كان فيها مديراً عاما لوزارة البيئة والمياه والزراعة، مرجعاً النجاحات التي تمت إلى توفيق الله ثم جهود الجميع.
وقدم الغامدي اعتذاره للأهالي إن قصر في خدمتهم يوماً، متمنياً أن يكون قد حقق نجاحات مع زملائه كان لها الأثر الطيب لدى المستفيدين من خدمات الوزارة خلال فترة عمله.
كما قدم شكره للزملاء جميعها الذين ساهموا بكل جِدٍّ في خدمة منظومة البيئة والمياه والزراعة.
وقال المهندس الغامدي: كان لنا شرف المساهمة بدفع عجلة سير العمل نحو ما تحقق من إنجازات كبيرة لخدمة الدين ثم الوطن والمواطن، في هذا العهد الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، فالشكر لله -سبحانه- على كل ما تحقق وما وصل إليه هذا البلد المعطاء، وها نحن نفاخر الدنيا بما تحقق من إنجازات بسياسة القيادة الحكيمة، فكل الثناء والتقدير للجهود المعطاءة والمبذولة.
وأكد الغامدي في رسالة تقاعده، أن الوظيفة رسالة وطنية قبل أن تكون وسيلة ربحية يتحتم على كل مواطن أداؤها كل على حسب تخصصه ومقدرته، ولا ننسى أنها أدرت على الكثيرين منا حوافز كثيرة منها، ومع ذلك فقد، واكبنا خلالها بعض القصور في واجباتنا الأسرية وتربية الأبناء، وصلة الأقارب والأرحام نتيجة للالتزام الوظيفي وخلفياته”.
وتابع الغامدي، عادة ما يعود الإنسان بعد التقاعد إلى ممارسة أنشطته وهواياته التي أهملت بسبب الضغوط المهنية، لتتحول بعض تلك الهوايات إلى وسائل للراحة والاستجمام.
ويرى الغامدي أن التقاعد مرحلة جديدة في عمر الإنسان، ويجب استغلالها في بذل مزيد من العطاء في الميادين جميعها، والتعامل معها بوصفها تجربة جديدة وجميلة بما فيها من متغيرات على حياة المتقاعد”، وقال المهندس سعيد الغامدي، إنه سعيد دائما بحول الله وقوته، فالناس تنظر نظرة تشاؤمية للتقاعد مع أنه قد يكون أهم مرحلة من مراحل حياة الإنسان، فالأنشطة الاجتماعية وممارسة الرياضة واكتساب هوايات جديدة ومشاركتها مع الأسرة عادة ما تقود إلى حياة أكثر سعادة.
ولفت الغامدي إلى أن يحتاج إلى بعض الأمور التي يجد فيها سعادته، ومنها تكون رسالتك الأعمق في الحياة، فالإنسان لا يستطيع العيش من دون دافع قوي، فهو دائم البحث عن معنى لحياته، وعندما يتمكن من الإجابة بشكل جيد عن الأسئلة الكبيرة المتعلقة بحياته الجديدة، ومنها ما هو دوري في الحياة الآن؟ وما المهم بالنسبة إليّ؟ وماذا يفترض أن أفعل؟ خصوصاً بعد إتمامه أدواره السابقة الأسرية والمهنية، فإيجاد المعنى في الحياة يعتبر أساساً للبقاء، والعثور على معنى في حياة المتقاعد ليس فقط مهماً لتحقيق أهداف ومكاسب مالية، بل ضرورة للتوازن النفسي والاجتماعي.
وبين الغامدي أن الوزارة تحرص دائماً على التواصل مع منسوبيها من المتقاعدين للاستفادة من خبراتهم وتخصصاتهم سواء في مجال التدريب أو الاستشارات، مؤكداً على أن باب الوزارة مفتوح دائماً لأي إضافات أو اقتراحات تخدم عمله.
كما أوضح الغامدي، أنه ينوي أن يقبل بعض عروض العمل التي تعرض عليه وذلك بعد دراستها، مؤكداً أن التميّز ليس حكراً على مكان أو زمان، وإنما يعتمد على العقول التي تُدير وتبذل الغالي والنفيس للوصول للقمة وخدمة الوطن والمواطن من خلال موقعها، ولا تلتفت للمعوقات التي قد تحصل هنا أو هناك.
وفي كلمته لأهالي المنطقة، قال الغامدي بالحب كله أودعكم، موضحاً أن الجميع متعاونون للنجاح والتميز، وأن دائماً معهم قلباً وقالباً، وستظل خبراته المتراكمة عبر العمل الجاد رهن إشارتهم.
وأضاف الغامدي،: “لطالما افتخرت أني مهندس زراعي، تعلمت هذا العلم بشغف، وعملت به بشغف، وسأظل وفياً لخدمة وطني في مجال تخصصي، وسأظل متعاوناً ورهن أي إشارة من أي زميل، حقيقة أنا مسرور جداً على هذه النهاية السعيدة بعد 37 عاماً من العطاء وأنا بكامل صحتي ولله الحمد.
وفي ختام كلمته قال الغامدي، إننا نفخر ونعتز بأن قيادتنا قيادة حكيمة استثنائية، وحكومتنا حكومة رائدة، ربي اجعل هذا البلد آمنًا، اللهم إني أسألك أن تحفظ مملكتنا الغالية من كل سوء ومكروه، وأن تديم عليها نعمة الأمن والأمان.