حاوره – هاني البشر
هو من المدربين الخمسة، في دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى، الذي استمر رغم الضغوطات الجماهيرية التي مورست على الإدارة، لكي تتم إقالته في منتصف الدوري، ورغم صعوبة المنافسات، ورغم أن الفريق صاعد من الدرجة الثانية، لكنه نجح في مهمته ببقاء الجبلين في دوري الدرجة الأولى، ونجح في تحقيق أربع نقاط من منافسه التقليدي الطائي، ولكنها لم تشفع له لكسب رضا جماهير فريقه، ليفتح قلبه لـ” البلاد في الحوار التالي :
•• في البداية.. كيف وجدت حائل ؟
– مدينة جميلة، والناس هنا يتميزون بطيبتهم وكرمهم، ولكن بالنسبة لمدرب محترف، أمضى سنوات طويلة في الشرق الأوسط والخليج العربي، أعرف طبيعة المعيشة بحكم عملي السابق ببريدة؛ لذلك ركزت على عملي بالتدريبن و حرصت على تحقيق نتائج مميزة للفريق .
•• عند المفاوضات معك.. ما الهدف الذي طلب منك ؟
– كان طلب الإدارة تحقيق البقاء في الدوري؛ خاصة أن الفريق صاعد حديثاً، وله فترة طويلة بعيدًا عن الدرجة الأولى، فكان الهدف هو تحقيق البقاء ومحاولة الصعود حسب ظروف الدوري.
•• هل كانت هناك عروض أخرى ؟
– نعم فقد فاضلت بين عرض الجبلين وعرضين آخرين، تلقيتهما من فريق هجر وفريق جدة، ولكن أعجبت بعرض الجبلين واعتقدت أن مشروع الجبلين سينجح خاصة وأن النادي صاعد حديثاً ، ويمتلك رؤية واستراتيجية واضحة.
•• ما هو تقيمك للفريق بعد انتهاء الدوري ؟
– قبل مجيء للجبلين كان الهدف المطلوب مني، هو تحقيق البقاء، خاصة أن الفريق صعد للتو من دوري أدنى، إضافة إلى ذلك كان الفريق جديدًا؛ حيث لم يبق من لاعبي الفريق السنة الماضية سوى لاعبين، فكان هذا تحديا كبيرا بالنسبة لي. فريق جديد وعناصر جديدة ومحترفون جدد؛ لأن الانسجام كان مفقودًا في الفريق، لذا طلبت من الإدارة توفير لاعبين خبرة لخلق شخصية كبيرة للفريق، وهذا ما تحقق وارتفع سقف الطموحات لدى الجمهور؛ لذا أعتقد أن الفريق قدم شيئًا جيداً، ولكن كنت أطمح لتحقيق شيء أكبر، لهذا لست سعيدًا على موقعنا في جدول الترتيب؛ حتى وإن تحقق الهدف المطلوب .
• إذن أنت نجحت ؟
– صحيح أنني حققت الهدف المطلوب مع أبنائي اللاعبين، ولكن في الحقيقة أنا لست سعيدًا؛ لأنني أمتلك العديد من البطولات في سجلي، وكنت أطمح لتحقيق نتيجة أفضل مع الجبلين .
•• أنت مدرب بين خمسة مدربين لم يتغيروا منذ بداية الموسم من أصل 20 مدربا .. ماذا يعني لك ذلك ؟
– يعني لي الكثير.. هذا ليس بالأمر السهل في دوري صعب ومعقد، فهناك العديد من الأندية قد غيرت مدربيها، وكانت النتائج عكسية بالنسبة لهم؛ على سبيل المثال هجر حقق نتائج إيجابية في بداية الدوري، وغير مدربه أملًا في تحسن النتائج، والآن نفاجأ بهبوط هذا الفريق الذي كان ينافس على الصعود في بداية الدوري، وكذلك فريق جدة الذي غير مدربه بعد فترة مميزة لهم، فأصبحوا في منتصف الدوري، ما أود قوله: إن المدرب يعمل وفق الإمكانات المتاحة له، فليس من المنطق أن تطلب مني أن أصنع فريقا كبرشلونة في يوم وليلة ،وإمكانياتي محدودة .! فأنا لست ساحرًا.. أعمل وفق الإمكانيات المتاحة لي .
•• هل تواصلت الإدارة معك بخصوص تجديد العقد من عدمه أم لا ؟
– حتى الآن لم تتواصل معي الإدارة، ولكن أنا بانتظارهم وليس لدي أدنى مانع في الاستمرار مع الفريق، وخلق المزيد من الاستقرار للفريق.
•• الملاحظ أن الجبلين كان يعاني فنيًا في آخر ربع ساعة، ويستقبل أهدافًا.. ما السبب ؟
– نعم صحيح، وقد كلفنا هذا الأمر مشاكل ومتاعب كثيرة، وسبب لنا فقدان الكثير من النقاط، بعد أن نكون متقدمين، نستقبل أهدافًا آخر 15 دقيقة، والمحزن في ذلك أنها أهداف سهلة وتافهة؛ لذا أنا أعزوها لأمرين؛ وهي نقص التركيز لدى اللاعبين، وهذا الراجح الأكبر، أو نقص اللياقة البدنية للاعبين، ولكني عملت على رفع المعدل اللياقي بشكل جيد قبل بداية الموسم، وأثناء التدريبات، ولكن لا تنسى أنه في المقابل استقبلنا أهدافا في بداية اللقاء من عدة فرق مثل الطائي ونجران، ولكن عدنا وعدلنا النتيجة وفزنا.
•• الجماهير ترى أنك لا تجيد قراءة الشوط الثاني، وتدوير اللاعبين سلبي ؟
– ليس لدي خيار آخر، عندما أخرج لاعبا بمستوى عال، لا أجد بديلا مناسبا بنفس المستوى، على سبيل المثال عندما أخرج بيتر يكون البديل بمستوى أقل جداً، مثل حامد الشمري، أو فيصل الدوسري، فإمكانياتهما ليست بمثل إمكانيات بيتر، لكن في بعض المباريات قمت بعمل تغييرات أدت الفاعلية المطلوبة، وأحدثت فرقاً وغيرت النتيجة، لكن في مباراة الأنصار قرأت تعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي تويتر، عن سبب عدم لعب السنوسي الهادي بشكل أساسي؛ بسبب أننا نلعب مباراة حاسمة للغاية، والسنوسي لا يلعب للفريق بل يلعب لنفسه، هو يملك جودة وإمكانيات، ولكن لا يساعد الفريق ! كيف لك أن تتخيل بأن السنوسي سجل هدفا وحيدا طوال الموسم، ومن ضربة جزاء، وأنا من اخترته لتنفيذها؛ لأعطيه المزيد من الثقة.
•• بصراحة هل أخطأت هذا الموسم ؟
– نعم.. لا يوجد إنسان معصوم عن الخطأ، وأنا أخطأت مرات عديدة، وأعترف بها بسبب أنني أعطيت فرصا عديدة لبعض اللاعبين، لن أذكر أسماءهم، وخذلوني.
•• ما هو الأمر الذي كان مزعجاً لك خلال هذا الموسم ؟
– العديد من اللاعبين أتوا، وبعضهم لم يلعب لفترات طويلة.. على سبيل المثال ماجد المرشدي وحمدان الحمدان ومبارك الأسمري وعادل المولد ولاعبون آخرون، فهذا سبب لنا معضلة فنية، واستطعنا علاجها خلال الموسم .
•• تغيير الجهاز الإداري وإبعاد نايف السرهيد وخالد الشايع في نصف الموسم.. أليس أمرًا غريبًا؟
– ليس هنالك شخص، لا يرتكب أخطاء، ولكنني أعتقد أن رئيس النادي كان يريد إقالتي بعد مباراة العين، ولكن غير تفكيره لاحقاً، وبادر بإقالة الجهاز الإداري بعد ذلك، ولكن للأمانة هم أشخاص جيدون .
•• ماذا يحتاج الجبلين للصعود إلى الدوري الممتاز ؟
– الكثير من المال ، بالإضافة للاعبين مميزين، ليس بالضرورة سوبر ستار، ولكن لاعبون قادرون على تغيير هوية وشخصية الفريق وتقوية الدكة .
•• طالبت باستبعاد 3 لاعبين شباب عن تدريبات الفريق الأول.. لماذا ؟
– صحيح .. لأنني أرى أن مستواهم الفني لا يرتقي للتواجد مع الفريق الأول، مع خالص أمنياتي لهم بالتوفيق، وللأمانة كانوا شبابًا جيدين أخلاقياً .
•• في اعتقادك ما هي أفضل تجربة تدريبية لك في مسيرتك التدريبية ؟
– أعتقد أن التجربة المثالية بالنسبة لي كانت مع التعاون؛ لأنها أول انطلاقة لي في التدريب، وبالمناسبة أبارك لهم تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى أنني كنت أمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين، وكانت البيئة مناسبة ومثالية، فحققت نتائج رائعة معهم، كذلك فريق شباب الأردن الذي استطعت تحقيق الدوري معهم بعد 10 سنوات، وحققت رقما قياسيا هناك بتحقيق خسارة واحدة كانت أمام الوحدات آخر الموسم، وكانت ظالمة جداً بسبب الحكم .
•• بعيدأ عن دوري الدرجة الأولى. ما هو الفريق الذي تفضله في الدوري الممتاز وتحرص على متابعته ؟
– الهلال في فترته مع المدرب خيسوس، أعتقد أنه قدم تكتيكاً رائعاً، وأحرص على الاستفادة منه، ولا أعلم سبب إقالته الغريبة ! بالإضافة إلى أنني أحرص على متابعة فريق الشباب؛ بسبب المدرب الروماني سوموديكا، وأعتقد أنه قدم موسماً جميلاً.
•• ما هو الفريق الذي كان يستحق لقب الدوري الممتاز ؟
– النصر قدم موسماً مميزاً، ويمتلك العديد من المحترفين المميزين جداُ، ولكن أعتقد أن الهلال هو من كان يستحق الدوري؛ لولا إقالة المدرب خيسوس.
•• من هو المدرب الذي تفضله عالمياً ؟
– جوزيه مورينهو، فهو يمتلك تنظيما دفاعيا على مستوى عال، فهو شخصية استثنائية، وكذلك غوارديولا الذي يقدم كرة شاملة على مستوى راق جداً.