متابعات

ورث المهنة والهواية من والده.. الهاجري: مليون ريال صفقة «الصقر الحر»

جدة ـ عبد الهادي المالكي

تعتبر هواية تربية الصقور، إرثاً وتقليداً، يحمل في طياته رمز الأصالة والموروث، كما أنها هواية ضمن تفاصيل الثقافة العربية الأصيلة، ويتوارث بعض الأبناء من آبائهم هذه الهواية جيلاً بعد جيل، ويكرسون لها وقتهم، ويتفانون في العناية بالصقور كما يشاركون في المزادات السنوية لنادي الصقور السعودي، ويشعلون الحماس خلال هذه المسابقات المختلفة، وليس هواية تربية الصقور والعناية بها مجرد هواية فحسب، وإنما أصبحت مهنة لكثير من الشباب السعوديين، حيث يكمن الشغف والمتعة لأبناء المملكة بصيدها وطرحها، بل إنهم سمّوا أبناءهم بأسمائها إعجاباً بها وبقوتها، مما يؤكد أن التعامل مع الصقور بخصوصية لم يكن جديداً على المجتمع السعودي.


ومن الشباب السعوديين الذين انخرطوا في مهنة الصقارة خالد بن سعد الهاجري، والذي يحمل في ذاكرته الكثير من تفاصيل العناية بالصقور والاهتمام بها وتربيتها بشغف واهتمام كبير.
في البداية يقول الهاجري: دخلت مجال الصقارة منذ الصغر برفقة والدي، وتعتبر هواية الصقور هواية جميلة جداً وإرثاً يتجدد بفضل حكومتنا الرشيدة لدعمها هذا الموروث، ومع مرور السنوات تطورت خبرتي في تربية الصقور ولدي مشاركات عديدة في مزاد نادي. الصقور السعودي سَنَوِيّاً وَمزاد نادي الصقور يدعم كل صقار، وذلك تكريساً لهذا الموروث الأصيل المستمدة من البيئة العربية الأصيلة.


وفيما يتعلق بعدد الصقور التي يمتلكها قال: عدد الصقور التي امتلكها يتجاوز عددها في الموسم الواحد 350 صقراً وأنواعها حر وشاهين والجير، وهناك اختلاف في رغبات “الصقاقير”، وكل نوع من أنواع الصقور يتميز بمميزاته الخاصة، وقد شاركت في عام 2019م، في مزاد الصقور، وحصلت على جائزة المركز الثاني، وأكبر مبلغ حصلت عليه من بيع أحد الصقور بيع صقر بمبلغ تجاوز مليون ومائتي ريال سعودي، وكان نوع الصقر حراً، وما زلت أطمح في المزيد من المشاركات في مزادات الصقور.
وفي سؤال حول العلاقات بين الصقارة قال: العلاقات بين الصقارة علاقة جميلة، وكل واحد من الصقارة يزود زملاءه بالخبرة عن سلوكيات الصقور وتفاصيل الصيد ومواسمه، وذلك لأن مهنة الصقارة مهنة تراثية أصيلة، فإنها تجد الاحترام من قبل الصقارة.


وَأَيْضاً لنا علاقات مع محبي القنص وتربية الصقور حول العالم في دول أوربا والخليج.
وفيما يتعلق بعلاقة الصقر بصاحبه قال: علاقة محبة حيث إن الصقار يهتم بصقره، ويشعر بالفخر والاعتزاز، وهو يناجي صقره، ويدربه على تفاصيل القنص.
وحول مشاركته في مواسم هجرة الصقور في الصحراء قال: في هجرة الصقور السنوية لا أذهب مع الصقارة للبحث عن الصقور المهاجرة، وإنما اكتفى بما معي من صقور مدربة. وكما هو معروف، فإن مزاد الشاهين في المملكة العربية السعودية يتم خلاله بيع الكثير من الطيور.


وحول أكثر الطرائد التي تقتنصها الصقور قال: أكثر أنواع الطرائد والطيور التي تقنصها الصقور الحبارى والكراوين والأرنب ونوع الطعام الذي تفضله الصقور لحم الطيور. وهناك أنواع من الأمراض التي تصيب الصقور مثل القلاع والفطريات والدود والبكتيريا وتضخم الأكياس الهوائية، يوجد العديد من المستشفيات للصقور ورعايتها وتفادي الأمراض المذكور.
يذكر أن تربية الصقور هواية عريقة سادت بين أبناء الجزيرة العربية، وتتشابه الدول العربية المربية للصقور بأساليب التربية والتدريب بوجه عام مع اختلافها حول بعض التفاصيل الدقيقة لتلك المَهمة الشاقة المتوارثة من الأجداد، والتي تحتاج إلى التحلي بالصبر الطويل، فقد تصل مدّة تدريب الصقر واستئناسه ومعرفته لمربيه لشهرٍ كاملٍ من التدريب اليومي، وقد تزيد إلى 40 يوماً – إن كان فرخاً لا يزيد عمره عن سنة، بينما قد تتجاوز فترة تدريب الصقر الأكبر سناً العام الكامل، وتختلف الصقور بسرعة استجابتها، وتتميز عن بعضها فـ”الشاهين” على سبيل المثال يتسم باستجابته للتدريب مقارنة بـ”الحر” لكن تكمن الصعوبة في الحفاظ عليه، بسبب سرعة إصابته بالأمراض وبطء عملية “القرنسة” وهي مرحلة تبديل الريش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *