جدة – ياسر خليل
يمنح النوم الاسترخاء للجسم والعقل. ويجدد طاقة الأعضاء والجهاز المناعي. ويساعد الدماغ على القيام بوظائفه. كما يلعب دوراً مهماً في نمو الأطفال. كما أن عمليات الشفاء أَيْضاً تتم على نحو أساسي في أثناء النوم.
ويظل السؤال: هل كل منا كبار أو صغار يجد كفايته من ساعات النوم اليومية، وما هي المشاكل والانعكاسات السلبية المترتبة على عدم حصولنا على النوم الصحي؟
“البلاد” طرحت هذه القضية على طاولة الأطباء المختصين لرصد المشاكل المترتبة عن عدم حصولنا على النوم الصحي حيث أكدوا أن النوم الصحي يقي من الأمراض، ويزيد من إنتاجية الإنسان في مجال عمله. في البداية يقول أستاذ الغدد الصماء وسكري الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا: “للأسف الشديد معظم الأسر والأطفال يجهلون علاقة النوم بقصر القامة، فهرمون النمو يعتبر المسؤول عن نمو الشخص خلال مرحلة الطفولة، إذ تعمل هذه الهرمونات كإشارات تهدف إلى التحكم في العديد من الوظائف التي تؤديها أعضاء الجسم وأجهزتها الحيوية، ويساهم هرمون النمو في بناء عضلات وأنسجة الجسم”، مشيراً لعدة عوامل تزيد من مستوى هرمون النمو في الجسم، منها النوم المنتظم وعدم السهر لساعات طويلة ليلاً، والرياضة اليومية، وتناول الأطعمة الصحية، وتابع يعتبر هرمون النمو العامل الأساسي في النمو الطولي عند الإنسان، ويفرز من الغدة النخامية من منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، ويحدث 90 % من النمو الطولي عند الأطفال والمراهقين خلال النوم، لذلك يعتبر النوم الجيد حيوياً له، وأهم أعراض نقص هرمون النمو عند الأطفال قصر القامة غير المتناسب مع عمر الطفل، وضعف معدل النمو مقارنة بالأطفال الآخرين، وزيادة كمية الدهون حول منطقة الخصر، وظهور الكرش، تأخر سن البلوغ، بينما يعمل حصول الأطفال على هرمون النمو بالشكل الصحي على زيادة أطوالهم بالمعدل الطبيعي بالنسبة لعمره.
وأضاف: الإنسان يحتاج في المتوسط للنوم من 7 – 8 ساعات، أما الأطفال الصغار ما دون سن الدراسة يحتاجون إلى حدود 10 ساعات من النوم يومياً، والنوم مهم جداً لصحة الإنسان، سواء كانت من الصحة العقلية أو الجسدية أو النفسية، والحقيقة التي يجهلها الكثيرون أنه يوجد ثلاثة أنواع من الهرمونات تتأثر بالنوم المتأخر، وكذلك إذا كان الطفل نائماً تحت الضوء: هرمون النمو الذي يفرز من الغدة النخامية، هرمون الكورتيزول الذي يفرز من الغدة الكظرية، وهرمون الميلاتونين الذي يفرز من الغدة الصنوبرية.
ومضى البروفيسور الأغا قائلاً: خلق الله هرمون النمو ليكون إفرازه في الليل أكثر منه في النهار، ويزيد إفرازه ساعات النوم، وتكون أكثر من ساعات اليقظة، وفي مرحلة النوم العميق أكثر من النوم الخفيف، ونقص إفراز ذلك الهرمون نتيجة نوم الطفل نهاراً يؤثر سلباً على نموه، ولو نظرنا إلى عضوية هرمون الكورتيزول في الجسم لوجدنا أن الله جعل هذا الهرمون يفرز من الغدة الكظرية قبيل صلاة الفجر في الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً، ويزداد إلى الساعة الثامنة أو التاسعة صباحاً عندما يكون في قمة الإفراز، وبعد ذلك يستمر إفراز الهرمون إلى صلاة العشاء، وبعد صلاة العشاء تكون نسبة هرمون الكورتيزول ضعيفة في الجسم، فهذا من خلقه الله -عز وجل- بأن يبدأ عمله قبل صلاة الفجر وخلال فترة النهار يكون في قمة عمله، وبعد صلاة العشاء يكون منخفضاً، لذلك الإنسان الذي يستيقظ مبكراً يكون في قمة أدائه العقلي والجسدي.
ونوه الأغا بأن الهرمون الثالث وهو هرمون الميلاتونين الذي يفرز من الغدة الصنوبرية، ويفرز في الليل, فالله -عز وجل- أوجد هذا الهرمون لإفرازه في الليل فقط، وليس في النهار حتى يسعد الكل بنوم هادئ وجميل. وأضاف: “وبالتالي إذا كنا في الليل مستيقظين، أو تأخرنا في النوم، فإن إفراز هذا الهرمون سيكون أن الله خلقه ضَعِيفاً جِدّاً يفرز في الليل من أجل أن نسعد في النوم، فدائماً الذين يسهرون يعانون نفسياً، وأي اختلال في إفراز الهرمونات الثلاثة يؤثر سلباً على الإنسان”.