اجتماعية مقالات الكتاب

نافذة المملكة

قبل سنوات، كنت أقرأ صحيفة وول ستريت جورنال، وصُدمت بخبر وصورة استفزازية عن فتيات سعوديات يلعبن بسيارات التصادم في الملاهي. التقطت الصحفية الأمريكية صوراً لهن مع العنوان التالي: “السعوديات يعشقن سيارات الصدام، ولكن ليس لمتعة الصدام”.

وبصفتي امرأة سعودية، شعرت بالإهانة، لأن الصحفية كانت تتحدث عن عدم قدرة النساء على القيادة آنذاك. واليوم بالرغم من السماح للمرأة بالقيادة، إلا أنه لا تزال هناك صور سلبية للمرأة السعودية في وسائل الإعلام.

في عام 2021م، قدمت مشروعاً يقيس تصورات وسائل الإعلام الدولية حول المملكة، وقمت باستطلاع آراء 20 صحفياً من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية والهند واليابان. قدمت الأطروحة التالية: (ما هي تجربتكم في البحث عن أخبار السعودية؟) أجاب 41 % أنه لم يكن من السهل العثور على معلومات كثيرة بسهولة؛ مما يدل على احتياج كبير لمصادر سعودية كما وكيفا.

وتميل الغالبية إلى البحث عن أخبار عن السعودية والشرق الأوسط في الوسائل الدولية، مثل: (سي إن إن، وبي بي سي) وغيرها من الوكالات الكبيرة، بينما تردد الأشخاص على الصحف السعودية، وإن كانت باللغة الأجنبية أقل بكثير. تعقيباً على هذه النتيجة، فلا ننكر أن وسائل الإعلام الأجنبية متطورة في الصحافة والتقنية، ولكنها تركز على جوانب معينة في اختيار القصص والأخبار، وعادةً ما تكون انتقائية. يكشف لنا هذا الاستطلاع حقيقة مهمة وهي ألا يمكننا الاعتماد عليها في تصور السعودية للعالم، وأنه يجب على وسائل الإعلام السعودية أن تكون في الطليعة في اختيار الأخبار عن المملكة.

ما نحتاج إلى القيام به هو إضافة المزيد من القصص في الساحة من خلال تسليط الضوء على الأخبار الإيجابية والأوجه الملهمة التي لا نراها بشكل كافٍ في الإعلام الأجنبي. ودورنا كإعلام محلي هو إبراز السيدات السعوديات في المناصب القيادية والشباب الذين حققوا إنجازات وتغييرات إيجابية، ونعرّف القارئ على رؤية 2030 الطموحة التي قدمت تغييراً ملحوظاً في البلاد.
لدينا عدد قليل من الصحف باللغة الإنجليزية، والتي تحتاج إلى الارتقاء من ناحية الابتكار في الإعلام الرقمي، بالرغم من الاستهلاك العالي للمحتوى الرقمي ووسائل التواصل لدى الشعب السعودي. وما زلنا بحاجة إلى المزيد من ترجمة الصحف المحلية العربية إلى لغات أجنبية أخرى مثل الفرنسية والإسبانية.

إن إتاحة التأشيرات السياحية تعد خطوة إيجابية حيث قدوم الأجانب إلى المملكة واستكشافهم لها أدى إلى التعرف على السعودية وأهلها ورأينا تزايداً في عدد فيديوهات في اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل مؤثرين وسياح صانعي محتوى.

الإعلام باللغة الأجنبية نافذة المملكة حيث تعد وسيلة هامة للأجنبي الذي يتناول أخبار السعودية؛ ولذلك تطويرها قد يؤدي إلى العديد من الآثار غير مباشرة، وتعتبر أداة للدبلوماسية مثل تعزيز السياحة وجذب الاستثمار الأجنبي وغيرها.
وسائل الإعلام السعودية لا بد أن تكون في المقدمة لتوفير المحتوى ذات جودة عالية وتقديم صورة حقيقية للوطن وشعبها للجمهور الأجنبي.

layanzd@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *