البلاد – ياسر خليل
ساعدت وسائل التقنية الحديثة المختلفة على زيادة طرق التواصل بين الأشخاص، خصوصاً عند مقارنتها بطرق التواصل التقليدية القديمة، بحيث أصبح هناك دور هامّ للتقنية في تعزيز طرق التواصل بين الطبيب والمريض ليفتح ذلك آفاقاً جديدة في عملية التواصل بطرق لم يتم طرحها مسبقاً من خلال ما يُعرف بالطب الاتصالي. ويعد الطب الاتصالي وسيلة لتبادل المعلومات من منطقة لأخرى عن طريق التقنية لغايات تحسين وتطوير الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، وهو أيضاً وسيلة تساعد الكادر الصحّي على التواصل بشكل فعّال مع المرضى وتقديم الرعاية الصحية لهم، وتتيح للمرضى فرصة التواصل بشكل حقيقي وعن بعد مع الأطباء أَيْضاً. وأكد عدد من الأطباء والمختصين أهمية هذا النوع من الطب يساعد الكثير في اختصار الوقت.
في البداية قال حمود العتيبي يعد الطب الاتصالي وسيلة لتبادل المعلومات من منطقة لأخرى عن طريق التقنية الحديثة لغايات تحسين وتطوير الخدمات الصحية المقدمة للمرضى بالتأكيد، الطب الاتصالي في المملكة بدأ في التوسع من خلال برامج ومبادرات تختص في تقديم المشورة الطبية عن بعد، وقد بدأت وزارة الصحة والمؤسسات الصحية بتجهيز البنية التحتية من خلال التقنية مثل التطبيقات الصحية ومراكز الاتصال الموحد. وأضاف أن الطب الإلكتروني يساعد على تحسين جودة الخدمات الطبية ولديه فوائد يمكن تحديدها من خلال محورين:
المحور الأول: بالنسبة للمريض، حيث يمكّن المريض من حجز موعد وأخذ المشورة الطبية من أهل الاختصاص من أي مكان، وَأَيْضاً تقليل حاجتهم للتنقل خاصة من الأماكن البعيدة للمستشفى أو المركز الصحي فقط للمتابعة على وجه الخصوص، حالات الأمراض المزمنة. في عيادة التغذية مثلاً، نستخدم الطب الاتصالي لحالات المتابعة للتأكد من التزام المريض بالخطة العلاجية وتعديلها حسب الحاجة دون الحاجة لزيارة المريض.
المحور الثاني: للمركز الصحي، ويأتي ذلك من خلال تقليل الزيارات للمريض؛ وبالتالي تقليل قائمة الانتظار للعيادات التي عادةً ما تكون مشغولة.
أيضاً من خلال تقليل نسبة عدم الحضور للعيادات للمرضى الذين لديهم مواعيد وعادة لا يحضرون للمواعيد. فنسبة الالتزام تكون أكثر من خلال الطب الاتصالي للوصول للمريض.
وتحدث الصيدلي حميد بن سلامة الجهني من منسوبي الخدمات الطبية بالخطوط السعودية سابقاً قائلاً: يساعد استخدام الطب الإلكتروني بين العيادات والمستشفيات وبين الطبيب والمريض في زيادة كفاءة الرعاية الصحية من خلال عدّة طرق أهمها: تساعد الوسائل البصرية والسمعية المستخدمة في التقنية في تشخيص المرضى بكفاءة. ومعاينة المرضى الذين يحتاجون رعاية طبية فورية وتقديمها لهم في الحال، دون الحاجة لانتظار المرضى للمواعيد.
ومتابعة الأمراض المزمنة لدى المرضى دون الحاجة لزيارة العيادة للأسباب ذاتها بشكل متكرر.
أما الصيدلانية الدكتورة ربى شكري ناصر تقول الطب الاتصالي ظهر تأثير التطور في مجال الاتصالات والتقنية في عدة مجالات، ومنها المجال الصحي ومع أن الطب عن بعد عُرف منذ زمن قديم، إلا أنه لعب دوراً هاماً في المملكة في أثناء جائحة كورونا في تقديم الحلول البديلة من خلال المنصات الإلكترونية والمكالمات الهاتفية التي ساعدت الأطبّاء والكوادر الطبيّة عامّة في البقاء على تواصل مع المرضى وتخفيف العبء على المستشفيات والمراكز الصحيّة إلى جانب المُساعدة في التزام مبادئ السلامة العامّة والتباعد الاجتماعي.
وقال طبيب الفم والأسنان الدكتور مجدي سرحان: “يساعد استخدام الطب الإلكتروني بين الطبيب والمريض في زيادة كفاءة الرعاية الصحية من خلال عدّة طرق، منها تساعد الوسائل البصرية والسمعية المستخدمة في التقنية في تشخيص المرضى بكفاءة، معاينة المرضى الذين يحتاجون رعاية طبية فورية وتقديمها لهم في الحال، دون الحاجة لانتظار المرضى للمواعيد، ومتابعة الأمراض المزمنة لدى المرضى دون الحاجة لزيارة العيادة للأسباب ذاتها، والتحدّث مع المريض بشكل خاص وتقديم شتّى أنواع الرعاية النفسية”.
تقديم المعلومات التي يحتاجها المريض عن بعد من أجل القيام بالفحوصات الدورية، مثل: ضغط الدم، أو سكّر الدم، متابعة حالة المرضى بعد خروجهم من المستشفى، تقديم بعض المحاضرات أو الوسائل ذات المحتوى التعليمي الذي يمكن تقديمه لشريحة كبيرة من المرضى، إذ يساعد ذلك على نشر الوعي وتثقيف المرضى بالأمراض والحالات الصحية المختلفة. كما يتيح الطب الإلكتروني الفرصة للمرضى للتواصل مع الأطباء بدون الانتظار لمواعيد طويلة وبعيدة، إضافة إلى حصولهم على التشخيص الكامل والعلاج مع بقاء المريض داخل منزله.
ويقدم الدعم الكبير للعديد من الأشخاص الذين يقطنون في الأماكن البعيدة، أو الذين لا تسمح حالتهم الصحية بالحركة والذهاب إلى عيادة الطبيب من أجل العلاج.
تمكن المرضى من الحصول على معلومات متخصصة حول حالتهم الصحية عِوَضاً عن البحث في الإنترنت بشكل عام ومتشعب.