البلاد- جدة
الأطفال ببراءتهم وابتسامتهم يرسمون خطوط بناء المستقبل، وبسلوكهم الطيب وعلمهم الوفير سيقيمون مجتمعاتٍ مليئة بالحب والعطاء والوفاء وقيم التحضر داخل وطنهم، واحتفالاً بيوم الطفل الخليجي، الذي يصادف 15 يناير من كل عام، تكون الفرصة لتذكير الآباء بدورهم العظيم في العناية بهذه الشريحة والاهتمام بها صحياً ونفسياً وعلمياً، خاصة أمام سبل التغريب التي يعيشون وسطها، ويندمجون مع وسائلها الجذابة على النت، وتحتفل دول مجلس التعاون بيوم الطفل الخليجي الذي يصادف الخامس عشر من يناير من كل عام، وهو مناسبة للتذكير بالطفل، ليس في بلاد الخليج وحدها، وإنما في جميع الأقطار العربية.
وتحتفل دول الخليج هذه الأيام بيوم الطفل الخليجي، لتدعو مُجَدَّداً لترسيخ القيم والأسس التربوية، والأخلاق السوية والعادات والتقاليد الطيبة، دون الانسلاخ عن التراث.
وقد خصصت دول مجلس التعاون الخليجي يوماً للاحتفال بالطفل الخليجي، لتؤكد مدى اهتمامها بتربية هذا النشء، ليكون صورة ناصعة وامتداداً حياً للتقاليد والعادات الجميلة التي تفخر بها هذه المنطقة.
كما أن يوم الطفل الخليجي يهدف إلى غرس مفاهيم الهوية الخليجية في نفوس الأطفال، مع التركيز على حقوق الطفل، ونشر الثقافة الحقوقية والمجتمعية التي من شأنها التعريف بحقوقهم. ومن الأهداف أيضاً رسم الابتسامة على أوجه الأطفال الأبرياء، أصحاب الوجوه والقلوب النقية، ما يزيد من معدلات إقبالهم وإحساسهم بالحياة من حولهم.
والعمل على توعية الآباء بطرق التربية السليمة للطفل، والحرص على تجنب الأساليب العنيفة التي تصيب الطفل بالعقد النفسية، وتجعله إنساناً حاقداً على مجتمعه.
وفي هذا السياق، فإن يوم الطفل الخليجي هو حدث عام ذو طابع دولي، تعترف به دول مجلس التعاون الخليجي كأولوية واهتمام لرفاههم، وبما أن الأطفال هم رجال وبناة المستقبل، فلا بد من تربيتهم بأفضل طريقة ممكنة وإعطائهم جميع الحقوق المنصوص عليها في القوانين والأنظمة الدولية الصادرة عن هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الطابع العربي الخاص طفل الخليج. كما أن يوم الطَفل الخليجي هو يوم عالمي يهدف إلى تحسين أوضاع الأطفال في دول الخَليج وقيادتهم إلى التميز، مع التركيز على مجموعة من الأهداف، من أهمها: تسليط الضوء على الحقوق الأساسية للأطفال في دول الخليج بأشكالها المختلفة من تعليم وصحة وترفيه، يجلب السعادة لقلوب الأبرياء وخاصة المحتاجين.إعطاء الأولوية للأطفال بعزم ونقاء القلب، زيادة في مستوى الطلب على الحياة في ضوء التباعد الاجتماعي الذي نشهده حالياً التدريس والتوعية حول ممارسات التربية الصحيحة.
وفي هذا السياق، فإن مكتب التربية العربي لدول الخليج يوجّه عناية خاصة بالتنشئة السوية للطفل، حيث شهدت برامجه تطوراً ونموّاً متزايداً في هذا المجال، يتناسب مع طموحات المكتب وأهدافه في توفير البرامج الفاعلة في مرحلة الطفولة، لكونها الأساس الذي تُبنى عليه المراحل العمرية القادمة في حياة الأجيال، كما أن برامج المكتب في هذا المجال المهم كثيرة ومتنوعة بدءً من اهتمامه بتطوير مناهج التعليم في مراحل التعليم العام وتطوير طرق تدريسها لإعداد المواطن الصالح، وتنمية مداركه ومعارفه وصيانة تفكيره، والأخذ بيده نحو الإبداع والتميز. وليس هذا فحسب، بل أن المكتب يعمل على توفير المناخ الأسري المناسب للطفل عبر برنامج التربية الأسرية، وتوجيه أدلة إرشادية للأسرة في التعامل مع أطفالها، إلى جانب الاهتمام بالتربية الاجتماعية للطفل ورعايته في مناخ أسري محفزٍ على تربيته وتعليمه وحُسن توجيهه، وأصدر أدلة إرشادية تتناول المشكلات التي يتعرض لها الأطفال في حياتهم وكيفية التعامل معها.
كما أن المكتب اهتم بتطوير مرحلة رياض الأطفال وبمعلمات تلك المرحلة لتحسين أدائهن في إعداد الأطفال لمُقتبل المراحل التالية، وفي إطار العناية بحقوق الطفل والاستماع إلى آرائه وتطلعاته وتعويده على الحوار والمناقشة الهادفة، سبق أن عقد المكتب اجتماعاً لأطفال دول المكتب بعنوان البراعم يتحاورون وبرنامج حواري آخر بعنوان حوار الشباب يصنع المستقبل، وكان لهما آثارهما في تطوير البرامج الموجهة إلى الطفولة في دول المنطقة، كما تعاون المكتب مع برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية في إطلاق أول لقاء ضم خبراء متخصصين لدراسة ومناقشة ظاهرة الإساءة للأطفال، وصدر عن هذا الملتقى توصيات مهمة، أصبحت مرجعاً مهماً في مجال العناية بالطفولة والاهتمام بها. يذكر أن المكتب يوجه في برامجه عناية خاصة لإثراء ساحة الطفل العربي بالكتب الثقافية والعلمية، وبالقصص التربوية الهادفة، كما يهتم بالإصدارات التي تفيد الوسط التربوي والمجتمعي، ويحرص على ترجمة وتعريب الكتب التي تحمل خبرة تربوية متميزة متخصصة في مجال الطفولة لنقلها إلى الساحة العربية، كما يحرص على إصدار الكتب التي تأتي نِتاجاً لبرامجه في هذا الميدان.