تونس- البلاد
دعا رئيس الاتحاد العربي للإذاعة والتلفزيون والرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية، محمد بن فهد الحارثي، إلى العمل على استراتيجية عربية لمواجهة الهيمنة الرقمية العالمية؛ عبر سنّ تشريعات ناجعة تؤطر العلاقة مع عمالقة التكنولوجيا الرقمية، مؤكد أن العالم اصبح اليوم خريطة إعلامية أكثر من كونها خريطة جغرافية أو تاريخية.
جاء ذلك خلال كلمة “الحارثي” الافتتاحية، بصفته رئيسًا لوفد المملكة، في فعاليات المؤتمر الثاني للإعلام العربي، الذي ينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية تحت شعار ” الهيمنة الرقمية العالمية وسبل مجابهتها عربيا “، والمنعقد اليوم الجمعة وغدًا السبت في العاصمة التونسية.
وقال الحارثي إن موضوع النسخة الثانية من مؤتمر الإعلام العربي يأتي في وقت يتسم بأهمية خاصة في ظل الظروف والتحديات التي يشهدها العالم، والتي زادت فيها حدّة الهيمنة الرقمية التي تحكم التوجهات والانقسامات السياسية والأيدلوجية، بالإضافة إلى تهديدها للبنية الثقافية والقيمية للمجتمعات في كافة مناطق العالم، الأمر الذي يتطلب توجيه الجهود وتوحيدها لسنّ تشريعات ناجعة تؤطر العلاقة مع عمالقة التكنولوجيا الرقمية، وتسهم في ضبط الهيمنة الرقمية، والحدّ من الانعكاسات السلبية على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية.
ورأى الحارثي أن العالم اصبح اليوم خريطة إعلامية أكثر من كونها خريطة جغرافية أو تاريخية، وأضحت وسائل الإعلام المحرك الأساسي في صياغة الترتيبات العالمية والمتغيّرات الأساسية، فللإعلام دور في تشكيل العقل والسلوك البشري.
وقال: في المقابل أنّ التحوّل الرقمي رغم ما حققه من تطور فإنه في الوقت نفسه كانت له تأثيرات جانبية عميقة عانت منها البلدان التي لم تساهم في التغيير واكتفت بجني ثمارها ومكاسبها، داعيا إلى ضرورة العمل على استراتيجية تواجه تلك الهيمنة، كون أنّ حجم هذه المشكلات وتعقيدها وصعوبة مواجهتها ناجمًا عن نقص في التشريعات والأنظمة التي تجعل دور الإعلام في مقدمة المشاغل والاهتمامات لمراقبة المحتوى على المنصات، ودفع رسوم للجهات المنظمة التي تراقب مدى امتثالها.
وانطلقت فعاليات المؤتمر بحضور وزيرة الثقافة التونسية حياة قطاط قرمازي ، ووزير الاتصال الجزائري محمد بوسليماني، ووزير الإعلام الفلسطيني محمد صالح بن عيسى، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس عبد العزيز بن علي الصقر ، وعدد من السفراء العرب والأجانب، وبمشاركة الهيئات الأعضاء في الاتحاد من بينها المملكة وعدد من الخبراء والمختصين في مجال الإعلام بكل أشكاله إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية .
بدورها، أكدت وزيرة الثقافة التونسية في كلمتها في أفتتاح أعمال المؤتمر على أهمية موضوع الهيمنة الرقمية واعتبرتها من أهمّ قضايا الرّاهن في ما يتّصِل بالتّطوُّر الرقمي و طرائِق كَبْحِ جِمَاحِ هذه الطَّفْرة الرّقميّة بتوفير سُبُل التّمكين اللّازم للإعلاميّين العرب وتعزيز قُدراتهم و تدريبهم على حُسن اسْتخدام وسائل التّواصل الاجتماعي وتوْظيف التّقنيّات الرقميّة الجديدة، فضْلا عن تطوير التّشريعات وإحْداث القوانين التي تُيسٍّر التّعامل مع الرّقمنة وتَحمي من سَطْوتها وهَيْمنتها وآثارها السّلبية في ذات الآن.
وشددت على أن الحاجة اليوم أصبحت مُتأكّدة لِوضْع سياسات واستراتيجيات مُشْتركة في مُواجهة التّحدّيات الكُبرى للعالم الرّقمي وما تفْرضُه من تَعاون وتوْحيد التّوجُّهات وتشْبِيك الجُهود، خصوصا في مواجهة مُشكل تنْميط سُلوك الأفراد وإمكانيّة اسْتخدام العالم الرّقميّ كوسِيلة للْهيْمنة الثقافيّة على الأفْراد والمجتمعات.
من جانبه، أوضح المدير العام لاتحاد اذاعات الدول العربية المهندس عبد الرحيم سليمان، أن الاتحاد أراد من خلال هذا المؤتمر أن يطرح اهم قضايا الإعلام العربي في ظرف امست الحاجة فيه ملحة لايجاد حلول عميقة وعملية لتحدياتها.
ويناقش المؤتمر مواضيع تتعلق بالهيمنة الرقمية وسبل مجابهتها في الدول العربية وخطة العمل والاستراتيجية المقترح اتباعها عربياً من خلال الأفكار والمقترحات والتصورات ومجالات المحتوى الرقمي والتكنولوجي والتشريعي وفكرة إنشاء منصات عربية كخيار آمن للمنطقة للمحافظة على قيمها المشتركة.