البلاد – مها السليمان
حالة من الاحتقان الشعبي في اليمن ضد ممارسات وانتهاكات ميليشيا الحوثي الانقلابية، التي نفذت وفقاً للحكومة اليمنية، خلال الأيام الماضية حملة اعتقالات متواصلة طالت إعلاميين وصحافيين ونشطاء.
واعتبرت الحكومة ذلك انعكاساً لحالة الرعب التي تعيشها قيادات تلك الميليشيا، وإدراكها تنامي حالة الاحتقان الشعبي، ونضوج أسباب الانتفاضة القادمة لاقتلاعها من جذورها. وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن هذه الحملة التي وصفها بـ”المسعورة” تذكر بممارسات نظام الملالي من أعمال قمع وتنكيل بحق المحتجين من شباب وفتيات وأطفال إيران، والتي فشلت في إخماد انتفاضتهم، وأشعلت الغضب الشعبي في كل المحافظات الإيرانية، مستغرباً حالة الصمت الدولي إزاء جرائم الاختطاف والإخفاء القسري بحق صحافيين وإعلاميين ونشطاء، مطالباً بموقف واضح يرقى لحجم الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المواطنين في مناطق سيطرتها، وملاحقة ومحاسبة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيا.
من جهته، حذر الحقوقي اليمني همدان العليي من سياسة التجويع التي يمارسها الحوثيون ضد الشعب اليمني.
وقال لـ”البلاد”: “الجماعة الإرهابية في اليمن تهدف من وراء ذلك إلى تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية واقتصادية وأخرى طائفية بدعم إيراني كامل”، مبيناً أن من أبرز أهداف سياسة التجويع الحوثية، هو عسكرة اليمنيين لحماية مكاسب الميليشيا التي ضيقت على المواطنين سبل العيش، وأغلقت أبواب الرزق، وفي المقابل فتحت باب التجنيد والالتحاق بالجبهات كخيار مغرٍ لكل من فقد دخله، أو يريد عائداً مالياً، أو مساعدات غذائية.
ولفت همدان النظر إلى أهداف أخرى سياسية لهذه الجريمة المركبّة، وهي تثبيت السيطرة وإفشال جهود استعادة اليمن، قائلاً: “أمام خساراتها المستمرة عسكرياً، استخدمت جماعة الحوثي لافتة الوضع الإنساني لإيقاف تقدّم الحكومة اليمنية، والتحايل على القرارات الأممية بصناعة الجوع والبؤس بين اليمنيين”.