يوهان كرويف، أريجو ساكي، فاليري لوبانوفسكي، نيليو هيريرا، بوب بيسلي، بيل شانكلي. أسماء كبيرة على مر التاريخ، قد لا يعرفها كثيرون، ولكنهم تركوا بصمة في كيفية لعب كرة القدم بالمدراس الفنية، وطرق اللعب التي ابتكروها، وطوروها على مر السنين؛ لتجعل الأندية والمنتخبات التي قاموا بتدريبها تشتهر بها كميلان ساكي، وبرشلونة وأياكس كرويف، وهنا نطرح سؤالاً مهمًا: هل يجب أن يكون لمنتخبنا الأول أو منتخباتنا عمومًا هوية فنية محددة؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، لا بد من أن نلاحظ أن هناك تغيرًا في الطريقة التي لعبت بها المنتخبات في المونديالين الأخيرين في روسيا وقطر، فعلى سبيل المثال هناك تراجع في أسلوب الضغط العالي، والركون إلى خطط الدفاع المتأخر والارتدادات السريعة بالاعتماد على اللاعبين ذوي السرعات العالية والمهارات الكبيرة مثل الأرجنتين وفرنسا، وهذا أمر قد يعزوه البعض إلى قلة التفاهم بين اللاعبين، وقصر مدة لعبهم مع بعضهم البعض في المنتخبات، ولكننا أيضًا شهدنا تخلي بعض المدربين الكبار في عالم التدريب والمشهورين بطريقة لعبهم مثل لويس فان خال؛ غيروا من قناعاتهم وأسلوب لعبهم بناء على نوعية اللاعبين المتوفرة لديهم، وغير ذلك من الأمثلة المتعددة.
ذلك الكلام يؤدي ربما إلى إعادة النظر في السؤال، فهل فعلًا نحتاج إلى تبني مدرسة فنية معينة في جميع المنتخبات، أم أن المطلوب هو أن يكون لدينا لاعبون لديهم القدرة الاحترافية بتطبيق طريقة لعب أي مدرب يقود المنتخب مهما كانت طريقته؟ بالنظر إلى معطيات كرة القدم الحالية، أعتقد أننا لن نرى المنتخب البرازيلي أو الأرجنتيني، أو الفرنسي يلعبون بالشكل الفني الذي تعودنا عليه سابقًا، ولا بد من أن نتعود على أنه ليس بالضرورة أن نرى منتخبنا بالشكل الجمالي الممتع الذي نتوقعه، ولا بد من أن نتعود أننا سنرى أسلوب لعب يؤدي الغرض المطلوب، وهو الفوز بالمبارة وليس بالضرورة الإمتاع أو الإقتناع.