البلاد – مها السليمان
عقب تأكيد الدول المشاركة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بنسخته الثانية، وقوفهم إلى جانب العراق في مواجهة جميع التحديات، بما في ذلك تحدي الإرهاب، الذي حقق العراق نصراً تاريخياً عليه بتضحيات كبيرة وبتعاون دولي وإقليمي، مجددين دعمهم للعراق في جهوده لترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات القادرة على مواصلة التقدم وإعادة الإعمار وحماية مقدراته وتلبية طموحات شعبه، ثمن مسؤولون عراقيون الدعم السعودي المتواصل لأمن واستقرار وسيادة بلادهم.
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية الدكتور أحمد الصحاف لـ”البلاد“، إن حضور المملكة في المؤتمر يؤكد الدعم لحكومة العراق في تعزيز الأمن وتوطين الاستقرار وتحقيق التوازن على مستوى المنطقة، وللمضي في المساهمة الفاعلة بهدف التكامل الاقتصادي والاستثماري لمواجهة تحديات أمن الطاقة والأمن الغذائي، فضلاً عن تدعيم الجهود المشتركة في قطاعات ربط الطاقة الكهربائية وتنويع الاستجابة في المجالات الحيوية الأخرى.
واعتبر مستشار رئيس الوزراء العراقي الدكتور مظهر محمد صالح، أن الحضور السعودي يعزز التعاون، ويؤكد قوة العلاقة بين البلدين، مثمناً دعم المملكة المتواصل لأمن واستقرار وسيادة بلاده، مضيفاً: “الاتجاه الحداثي للسياسة الاقتصادية للمملكة في بناء اقتصادات المستقبل يتمثل بالتطلع إلى توفير روابط استثمارية بين البلدين، بما تصب في مصلحة تقدم الاقتصاد”، مشيراً إلى أن الاستثمار المشترك يعد من ركائز صناعة الاستقرار والتنمية والازدهار للبلدين والمنطقة.
ولفت صالح إلى أن المملكة والعراق يمثلان أحد أقوى مرتكزات الطاقة في منطقة الخليج العربي، وينتجان وحدهما قرابة 15 % من إنتاج النفط العالمي، وإذا كانت قارة آسيا تشكل وحدها نسبة 52 % من الناتج الصناعي العالمي، فإن العراق والسعودية هما العجلات المحركة لصناعة الطاقة في آسيا، خصوصاً والعالم بشكل عام.
من جهته، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق اللواء يحيى رسول لـ”البلاد”، أن المملكة حكومة وشعباً تعتبر أكبر داعم لاستقرار وأمن العراق، مضيفاً: “ليس بغريب أو جديد على السعودية الوقوف إلى جانب العراق وشعبه. تربط البلدين علاقة قوية، هناك دعم متواصل، ولقاءات، وجهود حثيثة لدعم أمن العراق واستقراره”.
في السياق ذاته، أشار مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي فيصل حسين، إلى أن حضور المملكة في مؤتمر بغداد يؤكد على دورها الكبير والهام في دعم العراق واستقراره، مبيناً أن المملكة أدت دوراً مهماً في التوازن بالعراق من خلال توفير فرص جدّية تمنحه إعادة بناء القاعدة الصناعية والاستثمار في مجال الزراعة وإعادة بناء وتحديث البنية التحتية للخدمات، بالإضافة إلى الدعم المادي والمعنوي، ومساندة العراق بما يحقق التوازن في سياسته الخارجية مع دول الجوار.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي حيدر مجيد لـ”البلاد”: دعم المملكة للعراق يأتي استمراراً وتاكيداً على العلاقات الوثيقة التي تربط حكومتي البلدين الشقيقين على جميع الأصعدة”، مؤكداً أن الفترة الأخيرة شهدت توقيع اتفاقيات مختلفة ساهمت في توطيد العلاقات. وتابع:” رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يحرص على تقوية وتعميق العلاقات بين البلدين وتطويرها، خصوصاً أنها نشطت مع تأسيس المجلس التنسيقي السعودي-العراقي”.