متابعات

رؤيتان لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. سياسيون لـ البلاد : العلاقات السعودية – البحرينية.. نموذج للتلاحم الأخوي

البلاد – مها السليمان

أكد سياسيون بحرينيون أن العلاقات السعودية – البحرينية تتميز بمتانتها ورسوخها وتجذّر روابطها القوية، مع مواقف ورؤى مشتركة، تحقيقاً لما فيه خير وسلام شعبي البلدين الشقيقين وسائر شعوب المنطقة والعالم، معتبرين أن العلاقات بين البلدين دائماً ما تتسم بالتطور الاستراتيجي في إطار رؤية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى عاهل مملكة البحرين -حفظهما الله- للارتقاء بالعلاقات الأخوية وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات تحقيقاً للمصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين الشقيقين، مشيرين إلى التوافق الاستراتيجي والسياسي والتطابق في التحرك الإقليمي والدولي، فلكل بلد نظرة تنموية مستقبلية ثاقبة ونتائجها واعدة، عبر رؤيتي “البحرين الاقتصادية 2030م”، ورؤية “السعودية 2030م” لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وتقول عضو مجلس الشورى بمملكة البحرين نانسي دينا إيلي خضوري، إن مجلس التنسيق السعودي – البحريني قطع خطى ثابتة تجاه تطوير التعاون في مختلف المجالات، مضيفة: “بفضل ما يتمتع به البلدان من موقع جغرافي متميز، وانفتاح اقتصادي تعد السعودية الشريك التجاري الأول للبحرين، وهو ما يصب في تطور ونماء البلدين الشقيقين”، لافتة النظر إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين على مدار الحقب التاريخية المتتالية عكست مستويات رفيعة وراقية جداً من التقارب والتنسيق تجاه مجمل القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، انطلاقاً من القواسم المشتركة التي مبعثها الموقع الجغرافي المجاور ووحدة اللغة والدين والتاريخ والدم وانتمائهما للبيت الخليجي الواحد، ممثلاً في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة، إضافة إلى عضوتيهما في العديد من المنظمات والمجالس والهيئات الإقليمية والعالمية.


وأكد عضو مجلس النواب البحريني الدكتور علي بن ماجد النعيمي، أن العلاقات البحرينية – السعودية دائماً ما تتسم بالتطور الاستراتيجي، لافتاً إلى الأزمات والتحديات التي مرت بها المنطقة دليل قاطع على ما يربط البلدين الشقيقين من رؤى موحدة إزاء مختلف القضايا، وحرصهما على دعم العمل العربي والخليجي المشترك، مبيناً أن البحرين والسعودية تربطهما علاقات تاريخية أزلية قديمة تعززها وحدة الدم والمصير المشترك ووشائح القربى والنسب، وحرص قيادتي البلدين عبر التاريخ على تلك العلاقات.
ونوه النائب النعيمي أن البحرين والسعودية يشتركان في نظرة تنموية مشتركة لمستقبل أفضل للأجيال القادمة، مستندة في ذلك على تطلعات قيادتي البلدين حيث وجهوا إلى تأسيس مجلس تنسيقي مشترك، بما يعزز من التعاون المشترك في المجالات السياسية والتنموية والاقتصادية والاجتماعية، مشدداً على أن هذا المجلس من شأنه توحيد الجهود والمواقف في مجابهة ومواجهة كافة التحديات الإقليمية والعالمية، وهو يمثل أيضاً عمقاً يربط المملكتين الشقيقتين وشعوبهما على كافة المستويات ومختلف الأصعدة. وأشار إلى أن البحرين والسعودية دائماً وأبداً سيكونان يداً واحدة، داعياً المولى عز وجل أن يحفظ البلدين الشقيقين، وأن يديم عليهما نعمة الأمن والاستقرار والازدهار.

علاقات راسخة
يرى رئيس تحرير البلاد البحرينية مؤنس المردي، أن المشاركة الدائمة من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية في احتفال مملكة البحرين بالعيد الوطني، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد -حفظه الله- لمقاليد الحكم، يجسد بعدًا مهمًا ويقدم ملمحًا صادقًا وقويًا يؤكد مدى قوة ومتانة ما يجمع بين البلدين من روابط وعلاقات محبة ومودة، ويبرهن أن العلاقات التاريخية المتجذرة بينهما، والتي بناها الآباء والأجداد لتسير بخطى واسعة وواثقة في ظل الرعاية الكريمة والدائمة من لدن القيادتين الحكيمتين نحو آفاق أرحب من التعاون والتنسيق المشترك في كل القضايا التي تهمهما وتحقق المزيد من النفع والخير لشعبيهما.
وبين المردي، أن التواصل بين قيادتي البلدين وتبادل الزيارات بين المسؤولين بهما والمشاركة المتبادلة في المناسبات الوطنية لهما هو نهج راسخ حكيم وسمة متأصلة ومتواصلة تعكس خصوصية العلاقة بين البحرين والسعودية وتستند إلى رؤية متطابقة من القضايا الإقليمية والدولية، ورغبة مشتركة في تطوير سبل وآليات العمل الخليجي والعربي المشترك والدفاع عن القضايا الإسلامية، وتوحيد الكلمة والموقف العربي في مختلف المحافل والمناسبات العالمية وإسماع الصوت العربي وتعزيز المصالح الإسلامية وإرساء الأمن والسلم ودعم كل ما فيه خير وتقدم البشرية.

ولفت إلى أن البلدين يؤكدان دومًا وأبدًا على الأسس السليمة والمستدامة لإنهاء الخلافات بين الدول وتعزيز المصالح وتقوية المشتركات ومن أهمها الاعتماد على الحلول السلمية والطرق الدبلوماسية واحترام الخصوصية والابتعاد عن كل مظاهر التدخل في الشؤون الداخلية والعمل الجماعي والتعاون بشفافية ومصداقية، وهي مبادئ مهمة ولازمة لاستقرار الدول والأوطان والمجتمعات، مضيفاً: “التوافق الاستراتيجي والسياسي والتطابق في التحرك الإقليمي والدولي، فللبحرين والسعودية نظرة تنموية مستقبلية ثاقبة ونتائجها واعدة، فرؤيتا البلدين 2030 تستندان على محاور أساسية من أهمها المواطن والاقتصاد والتنمية الشاملة والمستدامة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة”، مؤكداً أن العلاقات بين البحرين والسعودية ستبقى نموذجًا للتلاحم ومثالاً للعلاقات الوثيقة والمتكاملة بين الأشقاء.

مصير مشترك
في السياق ذاته، أكد العضو السابق في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين رجل الأعمال البحريني عبدالحكيم بن إبراهيم الشمري، أن عمق العلاقات التاريخية الثنائية الوثيقة والمتجذرة بين مملكة البحرين وشقيقتها المملكة العربية السعودية، والرغبة الأكيدة من قيادة البلدين نحو تقويتها والارتقاء بها في مختلف المجالات، يعود بالخير والنفع على البلدين والشعبين الشقيقين، ويعتبر دليلاً قاطعاً على وحدة المصير المشترك وما وصلت إليه العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين من مستويات متقدمة على المستويين الرسمي والشعبي؛ ولاسيما في ظل التحديات الراهنة ومواكبة التغيرات العالمية في العديد من الملفات ومن أهمها الملف الاقتصادي.
ونوه الشمري، إلى أن العلاقات البحرينية – السعودية تعد نموذجاً يحتذى به في العلاقات الأخوية بين الأشقاء على مختلف الأوجه والمستويات، حيث تشهد نمواً مضطرداً في المجالات كافة، فضلاً عن تطابق وجهات النظر بين البلدين الشقيقين إزاء مجمل القضايا الإقليمية والدولية، مضيفاً أن بين البلدين تعاوناً بناءً ومثمراً في التعامل مع كافة التحديات التي تواجههما وهناك الكثير من المواقف والأمثلة، مشيراً إلى أن الرؤى التنموية التي يسعى البلدين في بلوغها بالتكامل عبر المجالس التنسيقية المشتركة سيكون لها دوراً كبير في تحقيق أعلى مستويات التنمية بما يعود بالخير والرفاهية على الشعبيين الشقيقين المترابطين بعلاقات تاريخية أبدية لا يمكن زحزحتها؛ بل أنها في تعاضد مستمر عبر كل الأزمنة والعصور.

أبعاد تاريخية
الكاتبة البحرينية فوزية رشيد، تؤكد أن التعاون السعودي – البحريني والعلاقات المشتركة نموذج للعلاقات الناجحة والاستراتيجية بين الدول، لافتة إلى أن التعاون يتسم بأبعاده التاريخية وجذوره المتأصلة بين الشعبين، وبكل سمات التقاليد والأعراف الخليجية التي تظهر واضحة في التآلف الروحي والثقافي والقيمي إلى جانب ما يتضح جلياً وقت الأزمات والتحديات المختلفة.
وأشارت إلى أن السعودية هي العمود الفقري لدول الخليج والمنطقة العربية، خاصة في هذه المرحلة الصعبة من التحولات العالمية، مؤكدة أن الرؤية الاستراتيجية العميقة تجمع بين السعودية والبحرين في كافة المجالات في ظل التنسيق الدائم بينهما لمواجهة التهديدات والمتغيرات الدولية، مبينة أن الرؤية التنموية المشتركة تقف بثبات لتطل على آفاق واسعة للنهوض بالمجال التنموي في إطار شمولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *