واشنطن ــ وكالات
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أن إيران سوف ترضخ للضغوط، وستطلب بدء حوار مع الولايات المتحدة.
وأعرب ترامب في تغريدة له عبر حسابه بموقع “تويتر”، عن “ثقته بأن إيران سترغب قريبا في إجراء محادثات مع الولايات المتحدة رغم التوتر المتصاعد بين البلدين”.
وشددت واشنطن من العقوبات المفروضة على طهران، كما تم تصنيف مليشيا الحرس الثوري كمنظمة إرهابية على القوائم الأمريكية.
وبعد عام من إعلان واشنطن انسحابها من اتفاق إيران النووي المبرم في 2015، أعلنت طهران في 8 مايو تعليق العمل ببعض الالتزامات الواردة فيه.
في اليوم نفسه، شددت واشنطن عقوباتها على الاقتصاد الإيراني، وأعلن البنتاجون إرسال سفينة حربية وبطاريات باتريوت إلى منطقة الخليج إلى جانب حاملة الطائرات العملاقة “لينكولن” لردع أي هجوم إيراني محتمل.
وفى سياق متصل كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن طبيعة المعلومات الاستخبارية التي دفعت، مؤخرا، البيت الأبيض إلى إرسال قوة عسكرية ضاربة إلى الشرق الأوسط، تحسبا لهجوم إيراني وشيك.
ونقلت الصحيفة، عن 3 مسؤولين أميركيين، قولهم إن المعلومات الاستخبارية تمثلت في صور أظهرت تحميل الإيرانيين لصواريخ على متن قوارب صغيرة في الخليج العربي، فيما بدا أنه مؤشر على هجوم إيراني وشيك.
ورصدت الصور، التي التقطت من السماء، قطع الصواريخ مجمعة بالكامل، الأمر الذي أثار مخاوف من احتمال أن يطلق الحرس الثوري الإيراني هذه الصواريخ على قطع بحرية أميركية في الخليج.
ورصدت معلومات استخبارية أخرى تهديدات ضد سفن تجارية في المنطقة، فضلا عن احتمال شن ميليشيات مرتبطة بإيران هجمات على القوات الأميركية في العراق.
وقدمت الصور دليلا على تهديد جديد من إيران يختلف عن التهديدات المعهودة منها، وفق ما قال المسؤولون الثلاثة الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم، ذلك أنهم غير مخولين بالحديث علنا
وأشار المسؤولون إلى أن الصور، مع معلومات استخبارية أخرى، تظهر أن إيران قد تكون عازمة على مهاجمة القوات الأميركية، لافتين إلى أن هذا الأمر كان رأي مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون. وحتى مطلع مايو الجاري، كانت التقديرات الأميركية تفيد بأن إيران مستمرة في دعم ميليشياتها في الدول العربية، لكنها لا تسعى إلى التورط في القتال بنفسها.
في مقابل ذلك قال سياسيون وخبراء في الشأن الإيراني إن التصعيد الإيراني ضد الولايات المتحدة عبر تصريحات قادتها الأخيرة هو محاولة لافتعال أزمات خارجية، لمواجهة انقسامات في جبهتها الداخلية، وتأزم نظام الملالي على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وحذر الخبراء، في الوقت ذاته، من إشعال النظام الإيراني بؤر توتر في دول المنطقة، وتصاعد الأنشطة التخريبية بها لإشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، من أجل تشتيت الانتباه الأمريكي وتأخير توجيه ضربة عسكرية لها.وفي تعقيبه على التصعيد الإيراني، قال الدكتور أحمد قنديل الخبير في الشأن الآسيوي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه في علم العلاقات الدولية كلما كان النظام مأزوما داخليا على المستوى السياسي أو الاقتصادي فإنه يميل إلى افتعال أزمة خارجية لحشد الرأي العام خلفه، وهو ما ينطبق تماما على نظام طهران، وأردف “الاقتصاد الإيراني في وضع حرج جدا، وهناك انقسامات شديدة في الجبهة الداخلية”. وتوقع أنه مع زيادة الضغط الأمريكي، خاصة القرار الأخير بسحب الدبلوماسيين الأمريكيين من العراق، فإن إيران ستعمل على إشعال بؤر التوتر في المنطقة، وداخل الدول التي تتمتع بنفوذ واسع لها، وهي دول سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وربما في لبنان.
من جهته، قال أحمد الركبان المحلل السياسي إن إيران لديها عملاء ومخالب إرهابية داخل عدد من دول المنطقة، وستسعى إلى إشاعة الفوضى، واستهداف المصالح الأوربية والأمريكية.
وأضاف “أثبتت إيران أنها لا يمكن الوثوق بها، ولا تحترم الدول المسالمة، ويجب الحزم والحسم ضدها، فهي دولة إرهابية يقوم نظامها العنصري على إشاعة الفوضى في الخليج وزعزعة استقرار دول المنطقة”.