مدينة جدة بمكانتها التاريخية، الجاذبة على مستوى المدن السعودية، وهي تُقارع المدن العربية والإسلامية والعالمية، فهذه المدينة التي لا يَجْهَلهَا الكثير من سُكَّانِهَا وزُوَّارِهَا ورجال المال والأعمال، تسعى لأخذ نصيبها من المشاريع التَّطويرية، بعد أن تربَّعت في تزامن متسارع مع كُبرى المدن الاقتصادية والسياحية، وديمومة حراكها الأدبي الثقافي وفنونها التي عاشتها وتكيَّفت معها على مدار الأعوام، مما أعطاها عدد من المميزات زادتها وهجاً، كونها المدينة التي لا تنام كما يُعَرِّفْهَا البعض، ومن الطبيعي أن تُواجه هذه المدينة الجميلة، المزيد من الكثافة والاختناقات المرورية، بالرغم من وجود الدراسات العمرانية الحالية والمستقبلية، لتكون من أوائل المدن العالمية، بحسب رؤية المملكة 2030، بقيادة مهندس الرُّؤية ومُتَابِع إنجازاتها، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد.
وبعيدا عن توجيه اللوم لبعض الجهات المعنية، ذات العلاقة المباشرة بالتخطيط والتطوير العمراني، فمعظم من تسنَّم المسؤولية بهذه المدينة الحالمة، على قدر من الثقة التي أوُليت لهم من قبل ولاة الأمر، لتكون جدة في مصاف المدن العالمية، ومن خلال متابعتي لما نُشر ، في الصحف المحلية، عن مشكلة الاختناقات المرورية التي تشهدها هذه الأيام، وتصريحات بعض القيادات المسؤولة وخبراء التطوير العمراني، ومستشاري استراتيجيات التنمية الحضارية، وما أدْلَت به من الحلول المقترحة، للاستفادة منها في ظل مشاريع حضارية جارية، وما سبق الانتهاء منه خلال العامين الماضيين، في تسابق زمني قضى على بعض السلبيات الماضية، ومن أهمها تعثر الكثير من الشركات في تسليم مشاريع الجسور والأنفاق والكباري، في الوقت المحدد دون تأخير، كأهم الأسباب الرئيسة لهذه الاختناقات، ومنها أيضاً الطفرة العمرانية والسكانية الراهنة.
وسبق التَّطرق إليها في بعض المقالات الصحفية، والبحث عن حلول بديلة بإنشاء مدن مكتملة الخدمات، في ضواحي جدة، أقل تكلفة مادية من الناحية الإنشائية، ومشجعة لشريحة كبيرة من السكان خصوصا فئة الشباب، بتنفيذ هذه المدن في فترة زمنية قياسية، بنماذج حضارية على قِرار مدن صغيرة أقيمت في ضواحي المدن الأوروبية، تتوفر فيها جميع الخدمات التعليمية والصحية والترفيهية وأماكن التَّسوق التجاري، وتعطي مرونة للحركة المرورية، بنقل من يتطلب عمله إلى داخل المدينة الأم، بواسطة المواصلات الجماعية الحديثة وخطوط الترانم الحديثة والقطارات الخارجية، لتوطين الخدمات الأساسية داخل المدن المقترحة، التي تُقام في ضواحي المدينة الأم (مدينة جدة)، ولعل هذه الفكرة تخفف الضغط الذي تواجه المدن الكبرى، ومنها الكثافة المرورية التي تشهدها جدة، حالياً وتتجاوزها في المستقبل القريب.