عندما تغلب مَظنّة جانب الشر على جانب الخير في أمر قد يَحتمل الجانبين معاً فهذا هو سوء الظنّ، قال ابن القيم (سوء الظن هو امتلاء القلب بالظّنون السّيئة بالنّاس حتى يطفح على اللسان والجوارح).
من البلاء الشديد أن يكون الإنسان سيء الظنّ بالآخرين فيُصدر أحكاماً قطعية مبنيّة على تهيّؤات وخيالات، وبالتالي يحتقر مُسيء الظنّ من أساء الظنّ به، ويتغير قلبه عليه وينفر منه ويفتر عن مراعاته واكرامه
لهذا لابد أن نحذر من الوقوع في شرك سوءِ الظنّ
فإن له آثاراً سلبية وعواقب وخيمة
منها أنه يعزل الفرد عن مُجتمعه ويجعله خائفاً مترقباً مُعتقداً أنّ هناك من قد يمسّه بسوء في أي وقت، فيُفضّل البقاء مُنعزلاً بذاته نفسيّاً واجتماعيّاً، ممّا قد يُؤدّي إلى اهتزاز شخصيّته وثقته بنفسه مع مرور الأيام. وقد يصل بسيء الظن تتبع عورات الآخرين والتجسس عليهم فيتنقل بين الذنوب والعياذ بالله
كما أن سوء الظنّ من أكثر أسباب المشاكل العائليّة فقبل التذكّر والتثبّت؛ يقع النّزاع وربما يحصل فراق، وبعد أن يتبيّن الأمر ويكون بخلاف الظنّ يأتي دور عض أصابع الندم
إن الظن السيئ هادم للمجتمعات يزرع الشقاق ، ويقطع حبال الأخوة، ويمزق وشائج المحبة، ويزرع العداء والبغضاء والشحناء.
وإن آثار ظنّ السّوء المتفشّية في المُجتمعات لهي مُؤشّر سلبيّ على صلاح المجتمع.
نحن الآن في زمان تملأه الإشاعات عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والانقياد وراء عدم التثبّت منهج كثير من الناس
فلو وقفت كل شائعة عند باب الكرام فلم يكرموها ستتلاشى ولن تجرؤ غيرها على تقليدها
و لو حرصنا على ما نفكّر فيه وما نقوله لتجنّبنا مساوئ الأمور. وبات مجتمعنا مُجتمعاً مُتحابّاً مُتعاوناً صافياً.
خلاصة القول ياجماعة.. إن أسوأ الناس حالًا من لا يثق بأحد لسوء ظنَّه، ولا يثق به أحد لسوء فعله