طهران – البلاد
كشف تسجيل صوتي مسرب لمسؤول مخابراتي إيراني أن النظام سيلجأ في الأيام المقبلة إلى مزيد من التشدد ضد المحتجين، موضحا أن النظام عانى من شلل تحليلي عندما بدأت الاحتجاجات، مشيراً في التسجيل إلى أن الاحتجاجات اتسعت تزامناً مع فتح الجامعات.
بدا أن المتحدث الذي يعد مسؤولاً كبيراً في وزارة الاستخبارات، وفقا لقناة “بي بي سي” الفارسية، يشرح للمسؤولين الاستخباراتيين والأمنيين المحليين في محافظة يزد وسط البلاد، كيف بدأت الاحتجاجات على مستوى البلاد واستمرارها، فيمما ذكر المسؤول أن هناك ثلاثة آراء بين المسؤولين حول الأحداث الأخيرة، وقال معترفا بأخطاء الحكومة بحق الشعب إن “وجهة نظر واحدة تشير إلى أن هذه الاحتجاجات لم يصممها العدو، بل كانت نتيجة الأفعال السيئة والمساوئ الداخلية”.
وفي مقطع من الملف الصوتي المسرب، اعترف المسؤول بوجود ما أسماها “مساوئ داخلية ومشاكل اقتصادية” هي التي شكلت حاضنة للمظاهرات. وذكر أن عدد المعتقلين في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد حتى الآن بلغ 15 ألف شخص، لافتاً إلى أن 70% من المشاركين في التظاهرات والمعتقلين تتراوح أعمارهم بين 17 و20 عاما. في حين شدد على ضرورة التعامل “بحدة قصوى” مع المحتجين المتواجدين في الشوارع إلى المستوى الذي يتطلب السيطرة على الأزمة.
واعترف المسؤول بشكل خجول بأن الكثير من قتلى الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها التاسع “أبرياء” إلا أنه كرر مزاعم السلطات الإيرانية بشأن أسباب سقوط الضحايا بأنهم هاجموا مراكز الشرطة والمنشآت الحكومية. ومنذ وفاة مهسا أميني في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق أثناء زيارة لها إلى طهران مع شقيقها الأصغر، بزعم انتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة، والتظاهرات لم تهدأ في البلاد. فقد أشعل موتها احتجاجات غير مسبوقة في إيران منذ ثلاث سنوات، تقدمها طلاب الجامعات والمدارس، فضلا عن النساء والفتيات في مختلف المحافظات.