لطالما واجه الإعلام الرياضي عالمياً الكثير من النقد والاتهامات الاخلاقية، بأنه بعيد عن مبادئ الصحافة الأخلاقية، وهي الحقيقة والدقة، والاستقلالية، والعدل والنزاهة، والإنسانية، وأخيراً المسئولية تجاه المجتمع؛ لذلك كنت من المستبشرين بإنشاء اتحاد الإعلام الرياضي في خضم الإنفلات المتواصل منذ سنوات لهذا الفرع من فروع الإعلام، الذي أنتمي إليه.
ولكن خلال السنوات الماضية لم ألحظ أي انعكاس على مستوى الإعلام الرياضي؛ حيث لازال التعصب والانفلات الإعلامي باقياً، ويتمدد دون أي تدخل ممن نعتبرهم مرجعيتنا كإعلام رياضي، وفي خضم كل ذلك، وبعد انتهاء(ملهاة) الدعوات المعروفة شعبياً بـ (ليه ماعزمتوني) أقرأ مقالا أقل ما يوصف بالإنشائي من رئيس اتحاد الإعلام الرياضي ليخبرنا أن هناك تعصبا، وأن هذا التعصب أمر غير جيد! مذكراً إياي بالبيت الشعري: كأننا والماء مِن حولِنا … قوم جلوس حولهم ماء. فهو لم يشخص أسباب المشكلة وكيفية علاجها، ولكنه أخبرنا أن الاتحاد قام بتنظيم دورات ومحاضرات، وكأنك تريد معالجة مرض السرطان- أجارنا وأجاركم الله- بفيتامين سي.
من ينثر التعصب ولا يقدم الإعلام الرياضي النقي في الساحة لا تفيده الدورات التدريبية التي أقامها الاتحاد؛ بل على العكس فهؤلاء الأشخاص إن خلعوا نظاراتهم الملونة، وتركوا التعصب فلديهم القدرة على تقديم برامج رياضية تدريبية إعلامية في منتهى القوة، فهل استنفد اتحاد الإعلام الرياضي كل الحلول تجاه هذا التفشي المقيت للتعصب الذي قد يجعلنا عرضة للتندر من دول مجاورة، كما ذكرت الأسبوع الماضي في برنامج “بين اثنين”.
ما أتوقعه من مرجعيتي كإعلامي رياضي هو اتخاذ القرارات والحلول الصارمة، كما يقوم بالخطوات التشجيعية، كما أنني أتوقع من مرجعيتي كإعلامي رياضي أن يحرص على أن يكون الإعلامي المحايد الذي يضع نصب عينيه مبادئه والحرص على صورة وطنه، ويعمل على نبذ التعصب والارتقاء بفكر المجتمع الرياضي جزءًا من الواجهة الإعلامية للوطن، لذلك يجب أن يعي كل من ينضم وينتمي إلى الإعلام الرياضي أنه جزء من مهنة أكبر؛ لها أخلاقياتها وهي الإعلام إجمالاً وأن الطريقة التي يمارسون بها هذه الحرفة تنعكس على صورة الإعلام الوطني عموماً، ومن ينتمي إليه.