جدة – هلال سلمان
يشهد كأس العالم الذي ينطلق بعد أيام في قطر، مشاركة لاعبين كانا يعانيان في طفولتهما؛ حيث انتقلا من مخيمات اللاجئين ليطاردا حلمهما مع كرة القدم، وصولًا إلى المشاركة في أكبر حدث كروي على مستوى العالم.
اللاعبان هما الكندي ألفونسو ديفيز نجم بايرن ميونيخ الألماني، والأسترالي أوير مابيل لاعب قادش الإسباني.
وُلد ألفونسو عام 2000 في مخيم للاجئين في غانا بعد وقت قصير من فرار والديه من الحرب في ليبيريا، وتمكنت الأسرة من مغادرة المخيم إلى كندا عندما كان ديفيز في الخامسة من عمره، حيث تمكن ألفونسو من بدء الدراسة والتسجيل في أحد أندية كرة القدم في مدينة إدمونتون.
فيما بعد، وجد والديه عملاً وكانا مشغولين بتربية أطفالهما الثلاثة، في حين أثبت ألفونسو موهبة كبيرة كلاعب كرة قدم، ليتم اكتشافه من قبل مركز تدريب للفريق المحترف وايتكابس في فانكوفر، حيث أثبت براعته بسرعة، وبحلول عام 2016، كان أصغر محترف في تاريخ الفريق في عمر الـ 15، وفي العام التالي، حصل ألفونسو على الجنسية الكندية وبعد أيام قليلة، وتحديدا في 13 يونيو 2017، تم استدعاؤه للعب مع المنتخب الكندي في مباراة ودية ضد كوراساو.
وانتقل ديفيز في يناير 2019 إلى بايرن ميونيخ، حيث تطور أداؤه بشكل سريع وأصبح بعد 4 أشهر فقط أصغر هداف للنادي على الإطلاق في سن 18 عاماً و4 أشهر و15 يوماً.
وفي العام الماضي، انضم ديفيز إلى شخصيات شهيرة أخرى مثل ستيلر وكيت بلانشيت ويسرا مارديني ليصبح سفيرا لمفوضية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وبات ديفيز أول لاعب كرة قدم محترف في العالم يتولى هذا الدور لدى مفوضية اللاجئين.
••رحلة مثيرة لمابيل..
سيُكمل أوير مابيل رحلة مثيرة بدأت في مخيم للاجئين إلى أكبر حدث رياضي عالمي عندما يدافع عن ألوان منتخب أستراليا في نهائيات مونديال قطر، متخطياً مأساة شخصية خلال هذه الرحلة.
وُلد في كينيا في مخيم للاجئين، بعد أن هرب والداه من الحرب في جنوب السودان، وكان يحصل على وجبة طعام واحدة في النهار في الوقت الذي كان يسدّد حافي القدمين كرة مصنوعة من البلاستيك.
وبعد تألقه واحترافه، أنشأ مابيل مؤسسة “بيرفوت تو بوتس” (من حفاة الأقدام إلى ارتداء أحذية) لتقديم الأحذية لأطفال المخيمات، ويقول: “انتقلت عائلتي من السودان إلى كينيا بسبب الحرب في 1994. بعد عام وُلدت في المخيم وعشت هناك 10 سنوات قبل الانتقال إلى أستراليا مع أقربائي في 2006”.
بدأ يمارس اللعبة بعمر الخامسة في مخيم كاكوما التابع لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبفضل كرة القدم تعلم الإنجليزية وبدأ يعبر عن مشاعره، فتعاقد بعمر السادسة عشرة مع نادي أديليد وأحرز معه لقب الكأس في 2014.
بعدها بدأت مرحلة جديدة من حياة مابيل، فودع أستراليا المنضمة إلى الاتحاد الآسيوي عام 2006 متجها إلى القارة العجوز. بفضل سرعته ومهارته بالمراوغة، انضم إلى نادي ميدتيلاند الدنماركي عام 2015 بعمر الـ 20 عاما، وأعير في أول موسمين في الدنمارك والبرتغال حيث هبط نادياه إلى الدرجة الثانية، وحاليا يلعب مع نادي قادش في الليغا.