جدة – البلاد
تقدم المملكة خدمات مميزة للأشخاص ذوي الإعاقة في كافة الأماكن للتسهيل عليهم سواء بالحرمين الشريفين، أو المناطق السياحية والمتنزهات والفعاليات الترفيهية المتنوعة، بينما أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ممثلة بوكالة التأهيل والتوجيه الاجتماعي، “بطاقة تسهيلات” تحتوي على مزايا وخدمات للمسجلين بنظام الوزارة ممن تنطبق عليهم شروط الخدمة، من السعوديين والمقيمين، باللغتين العربية والإنجليزية بحيث يمكن استخدامها خارج المملكة، كما تقدم العديد من المميزات من خلال دمج بطاقات تخفيض أجور الإركاب، وبطاقة موقف “التسهيلات المرورية”، وبطاقة التوحد في بطاقة واحدة بمسمى تسهيلات.
وتمنح “بطاقة تسهيلات” للمستفيدين حق تخفيض أجور السفر والانتقال على وسائل النقل الحكومية بواقع 50 % من الأجور المقررة لهذه الوسائل حسب الضوابط والشروط المعدة في بطاقات تخفيض أجور الإركاب، بالإضافة إلى مزايا بطاقة التسهيلات المرورية التي تخولهم للدخول إلى مواقف المرافق العامة والوقوف في مواقف السيارات المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة دون قيود، كما تمنح المستفيدين الذين يعانون من “اضطراب التوحد” بطاقة للتعريف بهم وتسهل حركتهم في الأماكن العامة وتعطيهم الأولوية عند مراجعة المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية وغيرها. وأتيحت البطاقة إلكترونياً من خلال تطبيق توكلنا خدمات وتطبيق الوزارة، مع الإشارة إلى أنه لا يلزم التقديم على البطاقة لمن سبق له الحصول على أي من البطاقات السابقة، أما من لم يسبق له الحصول عليها فيمكنه الحصول على الخدمة من خلال البوابة الإلكترونية.
وتعزيزا لخدماتهم، أصدرت وزارة الموارد البشرية تعميمًا لجميع القطاعات الحكومية يقضي بالالتزام بتطبيق معايير دليل الإخلاء في حالات الطوارئ للأشخاص ذوي الإعاقة الذي أعدته هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع المديرية العامة للدفاع المدني. ويعد الدليل مرجعا لجميع إدارات الأمن والسلامة في الجهات الحكومية من أجل مواءمة خطط الإخلاء للمباني وتعزيز إجراءات الأمن والسلامة التي تقدمها الجهات المختلفة بما يسهم في توفير الطرق الآمنة لإخلاء الأشخاص ذوي الإعاقة في حالة وقوع الكوارث لا قدر الله، داعيًا التعميم الجهات الحكومية إلى التوعية بالالتزام بتطبيقه من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
خدمات تأهيلية
أكدت المملكة، أنها استمرت في تقديم خدماتها التأهيلية للأشخاص ذوي الإعاقة عبر عدد من الجهات التعليمية والصحية والاجتماعية دون انقطاع باستخدام الوسائل المسموعة والمرئية كافة، كما تم دعم 63 جمعية متخصصة في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة للدراسة والمتابعة والعناية بشكلٍ متواصل بمبلغ إجمالي فاق الـ64 مليون ريال، لتوفير كافة الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم ودعم احتياجاتهم خلال فترة جائحة كورونا، إذ بين نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان رئيس وفد المملكة المشارك في المؤتمر الخامس عشر للدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عبدالعزيز بن عبدالله الخيال، أن قدمت المملكة نموذجاً استراتجياً يُقتدى به لتحقيق التوازن والمساواة في حماية حقوق مواطنيها والمقيمين باختلاف فئاتهم أثناء تنفيذ تدابيرها الاقتصادية الفعالة للتخفيف من آثار الجائحة، ولا سيما فئة الأشخاص ذوي الإعاقة القريبين إلى قلوبنا.
وأضاف: “يبدو ناتج إستراتيجية المملكة في إدارة الأزمة لأي مراقب جلياً، حيث تُعدّ الوفيات بسبب كورونا بين الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة هي الأدنى مقارنةً بغيرها من الدول؛ نظراً لنجاح المملكة الاستباقي في تنفيذ ومتابعة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية في المؤسسات التابعة للأشخاص ذوي الإعاقة”، مشيرا إلى أن المملكة سعت لتعزيز البدائل التكنولوجية لتقديم الخدمات التدريبية والعلاجية للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم من خلال تفعيل تطبيقات الاتصال المرئي لتفعيل برامج التدريب المقدمة في مراكز الرعاية النهارية؛ لإبقاء المهارات المكتسبة والحفاظ على المستوى والثقافة العامة، وتمكين الأسر من تقديم ومتابعة الخدمات لأبنائهم من ذوي الإعاقة.
تنمية قدرات
في الحرمين الشريفين باتت العناية مضاعفة بذوي الإعاقة، حيث أكد وكيل الرئيس العام للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية خالد بن فهد الشلوي، أن الإدارة العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة برئاسة الحرمين تحرص على خدمة هذه الفئة الغالية من خلال تقديم كل الخدمات المساعدة لهم، التي تعينهم على تأدية عباداتهم بكل يسر، لافتا إلى أن الإدارة تقوم بعدد من المبادرات المجتمعية التي تخدم الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم، ومنها إرشادهم من الساحات المحيطة بالمسجد الحرام إلى المواقع المخصصة لهم، وترجمة لغة الإشارة لخطبة الجمعة والدروس العلمية، وتخصيص مصليات خاصة وإحاطتها بشريط خاص يوضح خصوصيته وعلامة تدل على الموقع مع تجهيزه بكل الخدمات المتوافقة مع متطلبات الأمن الصحي لسلامتهم، والاحتفاء بالقاصدين وإثراء تجربتهم من خلال تقديم خدمات مواكبة للتقنية الحديثة والأمن والسلامة، بالإضافة إلى الخدمات الطلابية المختلفة.
من جهتها وقّعت شركة وسط جدة للتطوير، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، والمُطور الرئيس لمشروع وسط جدة للتطوير، مذكرة تفاهم مع جمعية الإرادة للموهوبين من ذوي الإعاقة لإعداد بحوث تستهدف ذوي الإعاقة والاهتمام بهم؛ وذلك تماشياً مع أهداف رؤية المملكة 2030 بالإسهام في تنمية القدرات البشرية، وتعزيز جودة الحياة. ويطمح المشروع إلى تقديم خدمات متنوعة والتي تشمل جميع احتياجات ذوي الإعاقة. ويأتي توقيع المذكرة في إطار حرص الشركة على إهداء مجتمع جدة منظومة متكاملة من الخدمات الهادفة التي تعزز جودة الحياة، كما وقعت الشركة مع الجمعية عقد شراكة للرعاية الماسية لجائزة عمار 2022 لدعم المبدعين من ذوي الإعاقة في موسمها السادس محلياً والثاني خليجياً من ضمن مبادراتها تجاه المسؤولية الاجتماعية.
تسهيلات ترفيهية
تمنح الفعاليات المختلفة في المملكة ذوي الإعاقة أولوية في برامجها، إذ يبدأ اهتمام موسم الرياض بذوي الإعاقة من اللحظات الأولى لوصولهم إلى مناطقه المتنوعة، حيث يتيح لهم مواقف مخصصة لهم دون غيرهم، في أقرب المواقع من البوابات، بما يضمن وصولهم السريع، وكسبهم الوقت دون عناء، كما خُصصت لهم مسارات متعددة، هي الأسهل من نوعها مراعاة لأوضاعهم ومنحهم أفضل التجارب في فعاليات موسم الرياض المتنوعة. ويميز الموسم ذوي الإعاقة بتخصيصه مرافقين لهم في الألعاب والفعاليات المعتمدة على المغامرة، لضمان سلامتهم، إضافة إلى تخصيص مداخل ومسارات مخصصة للعربات المتحركة، وسيارات كهربائية في عدد من المناطق لتقديم الخدمة اللازمة لهم، ومنحهم أرقى سبل الراحة، وأكثر ألوان الرفاهية وأمتعها خلال حضورهم فعاليات موسم الرياض 2022. فيما وفرت إدارة موسم جدة 2022 عدداً من الخدمات المساندة الخاصة لزوار مناطق الموسم للتسهيل عليهم في قضاء رحلتهم الممتعة داخل مناطق الفعاليات والاستمتاع بالعروض المقدمة والتجارب الجديدة في أجواء مريحة وسعيدة وبكل يسر وسهولة، كما خصصت المواقف المجانية في مناطق الفعاليات، وسيارات القولف بمختلف المقاسات وبأسعار رمزية، في تسهيل عملية تنقل أفراد الأسرة وخاصة فئات الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة بين المواقع، إضافة إلى السكوتر الكهربائي.
وعملت إدارة الموسم على تهيئة الممرات الخاصة في كل منطقة لذوي الاحتياجات الخاصة، لتمكينهم من الاستمتاع بجميع الفعاليات وقضاء أسعد الأوقات مع أسرهم، إضافة إلى المواقف المجانية التي تم توفير عدد منها في كل منطقة.