الدولية

إيران.. تظاهرات مشتعلة لاقتلاع “نظام القتل”

طهران – البلاد

ازدادت جذوة التظاهرات اشتعالا بإيران، في تحدٍّ لحملة القمع التي تشنها السلطات ضد المحتجين منذ انطلاق التظاهرات منتصف الشهر الماضي، لاسيما مع انطلاق محاكمة موقوفين بعقوبات قد تصل إلى الإعدام، حيث وجه مجموعة شباب في العاصمة طهران أمس (الثلاثاء) دعوات جديدة للتظاهر في جميع أحياء العاصمة تحت شعار “ترقبوا الانتقام الذي سيحل بكم أسرع مما تتوقعون”.
وقالت المجموعة وفقا لموقع “إيران إنترناشيونال”، إن “قادة النظام الإيراني المتعطش للدماء والقاتل للأطفال لا ينبغي أن يتصوروا أن بإمكانهم الاستمرار بالقتل والإجرام إلى الأبد”، مؤكدين أن على المرشد علي خامنئي ومن يتبعه أن “يعلموا أنهم سيدفعون ثمن كل الدماء التي أراقوها”. وفي السياق ذاته، أظهر مقطع فيديو تلميذات في مدرسة بطهران، أمس، يشجعن الاحتجاجات بشعار: “لا تخافوا.. لا تخافوا نحن مع بعض”. ووتأتي الاعتصامات والاحتجاجات الطلابية الجديدة، رغم التهديدات التي وجهها القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، قبل يومين، ضد الطلاب.

ولا يزال الإيرانيون ينددون بكافة الطرق بالسلطات في بلادهم، إذ عمد سكان منطقة اكباتان غرب طهران فجرا إلى الهتاف من شرفات منازلهم ونوافذها، منددين بالقمع الذي تمارسه السلطات الحاكمة، فيما عمدت القوات الأمنية إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على شقق المحتجين الذين أطلقوا صيحاتهم من قلب بيوتهم. أما مدينة أراك وسط البلاد، فشهدت هجوماً بالمولوتوف على مقر للباسيج بعد منتصف الليل. وكانت تلك المدينة شهدت قبل أيام، إطلاق نار من قبل الشرطة وعناصر الباسيج على مشاركين في جنازة أحد المحتجين، بعد أن تحولت لتظاهرة مناهضة للحكومة. وتفجرت الأوضاع بشكل كبير داخل البرلمان الإيراني، وسادت الفوضى في جلسة ساخنة أمس أثناء استجواب وزير بحكومة إبراهيم رئيسي، وذلك على خلفية الزيادة الكبيرة في أسعار السيارات في إيران، خلال الفترة الأخيرة، مع غياب إجراءات الوزارة للسيطرة على الأوضاع ومنع استيراد السيارات من الخارج؛ ما فتح للشركات التي تملكها الحكومة باب السيطرة على السوق. وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”، إن بعض النواب اتهموا الوزير فاطمي أمين بالفساد، عبر دفع أقاربه إلى الوزارة، وباقي الشركات التابعة لها، مشيرة إلى أن الجلسة شهدت حالة من الشد والجذب والصياح بين النواب المعارضين ورئيس البرلمان، لبقاء الوزير في المنصب.
إلى ذلك، كشف مسؤولون غربيون أن إيران تستعد لإرسال نحو ألف قطعة سلاح إضافية إلى روسيا، فضلا عن المسيرّات لاستخدامها بمعاركها في أوكرانيا، مبينين أن الشحنة الجديدة تتضمن صواريخ باليستية قصيرة المدى ومزيدا من الطائرات المسيرة، في تأكيد على أن طهران تسعى لمزيد من التصعيد على الأراضي الأوكرانية. وأوضح المسؤولين الغربيين أن آخر شحنة أسلحة إيرانية تضمنت حوالي 450 طائرة مسيرة استخدمها الروس بالفعل لإحداث تأثير فتاك على جبهات القتال الأوكرانية. وستمثل هذه الشحنة الجديدة المتوقعة زيادة كبيرة في الدعم الإيراني للجهود الحربية الروسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *