التوثيق في جميع مجالات الحياة ظاهرة صحية لترسيخ مكتسبات عملية، ووضع حد للتأويلات وتزييف التاريخ والتلاعب بالأرقام، وبتسليط الضوء على المجال الرياضي وتحديداً خطوة اتحاد القدم برئاسة ياسر المسحل لتوثيق بطولات الأندية منذ بداية تأسيس كرة القدم بالمملكة، وبالاستعانة بخبراء في مجال توثيق البطولات من أوروبا، وشهد ذلك التصريح تأييدا بالوسط الرياضي، ويخشى الشارع الرياضي أن تتكرر أخطاء لجنة الخليوي في فترة سابقة بعد قرار هيئة الرياضة آنذاك برئاسة الأمير عبدالله بن مساعد، عندما أصدر قرارا بتكوين فريق عمل توثيق تاريخ الرياضة السعودية ورصد بطولاتها من خلال لجنة التوثيق التي ترأسها تركي الخليوي، وقامت اللجنة بالبحث والرصد خلال سنة وثلاثة أشهر؛ للوصول لإحصاء بطولات الأندية وتقسيمها وفق معايير حددتها اللجنة، وثمة سلبيات شوهت عمل تلك اللجنة ووضعتها في دائرة ضيقة باختيار أعضاء متعصبين لأنديتهم، لايمتلكون الخبرة في مجال التوثيق الرياضي، وأعمارهم لا تتجاوز الأربعين عاماً لرصد بطولات أندية لم يعاصروا إنجازاتها، ما أعطى دلالة واضحة على هشاشة اللجنة وافتقادها للمؤرخين، جعل المعايير غريبة باحتساب بطولات ودية مثل كأس السوبر السعودي، وعدم احتساب كأس الأمير فيصل بن فهد، والمحصلة سلب بطولات من بعض الأندية، ما دفع ناديي النصر والأهلي لمقاطعة اللجنة، وعدم الاعتراف بعملها وتحفظ ناديي الشباب والاتحاد على نتائج التوثيق، وطالبوا بإعادة احتساب بطولاتهم من خلال الاستئناف المحدد خلال شهر، وتلك الأصداء والردود الغاضبة انعكاس لعمل فريق التوثيق وعدم نجاحه بالاقتراب من الأندية وإقامة ورش عمل خلال فترة البحث والرصد، ما جعل الفجوة تزداد لنتائجها. الجماهير الرياضية وإدارات الأندية لايريدون تكرار المشهد السابق في لجنة توثيق البطولات، لاسيما أنها زادت من الاحتقان بالشارع الرياضي والتراشق في وسائل التواصل الاجتماعي. مصلحة الرياضة السعودية تتطلب إنصافا لجميع الأندية وإعطاء كل ناد حقه من البطولات، فهل يعيد اتحاد القدم شريط ذكريات ماحدث بالوسط الرياضي في لجنة الخليوي السابقة لتلافي أخطائها والمضي قدماً لتطوير الكرة السعودية بتوثيق الإنجازات والبطولات.