جدة – عبد الهادي المالكي
أصبح الفن التشكيلي يمتلك العديد من الإمكانيات والآفاق التي تسهم في بعث وازدهار السياحة الثقافية والأثرية فهو مجال خصب يستقطب الكثير من الفنانين والزوار والمهتمين والباحثين والمتفاعلين مع كل ما يستجد في الحياة الثقافية والفنية لأي بلد كان، إضافة أن له مقومات تسجيلية وتوثيقية وجمالية وفنية، ويشهد العالم على الكثير من النماذج والدول التي جعلت من الفنون ميدانا استثماريا واعدا للعديد من الشركات والمؤسسات، وقد أصبح الفن مجالا اقتصاديا وثقافيا للأقطاب الدولية التي تتنافس على إقامة الكثير من المحافل والمزادات التي تعنى به، كما يشهد سوق الفنون تطورا كبيرا وخاصة مع ظهور الفنون المعاصرة التي استهوت الكثير من الفنانين والممارسين والمستثمرين فيه، وكل هذه العوامل تزيد من الناتج المحلي للدول التي جعل منه احد ميادين التطور والرقي الاقتصادي.
وفي المملكة العربية السعودية بدأت الفتاة في اثبات نفسها في هذا المجال من منطلق الرؤية 2030 وتمكين المرأة السعودية في كافة المجالات حيث لا يخلوا معرض تشكيلي في الآونة الأخيرة من الفتيات المشاركات اكثر من نصف الفنانين إن لم يكن المعرض لهن بالكامل.
ومن هذا المنطلق قامت الفنانة التشكيلية ابتهال باجنيد بتشكيل فريق فني يشكل فنان تشكيليات في جميع مدن المملكة واطلق على هذا الفريق “فنانات الوطن” حيث تم اقامة آخر معرض لهن بعنوان “وطني الحبيب” اليوم الوطني.
واشادت القنصل العام لجمهورية فرنسا كاترين قرم كمون بالمجال الفني بالسعودية حيث قالت: لقد اعجبني معرض فنانات الوطن وأكثر ما شد انتباهي ان كل المشاركين هم من النساء فقط حيث انه من المعروض وعادة يكون الرجال هم الأغلبية في المشاركات كذلك شد انتباهي إن المعرض اعطى صورة متكاملة عن المملكة العربية السعودية في جميع مناطقها ونقل لنا تراثها وعاداتها وتقاليدها وزيها والربط ما بين الماضي والحاضر ومواكبة التغيرات التي تشهدها مدن المملكة من التحضر ومن المهم جدا أن يكون هناك دعم لهن.
وهناك لوحات فنية رأيتها خلال جولتي بالمعرض تصل الى المشاركات العالمية وخاصة تلك التي تتضمن البيوت القديمة.
من جهتها قالت صاحب مبادرة معرض فنانات الوطن ابتهال باجنيد: في البداية اقمنا نحن مجموعة فنانات الوطن معرضنا الأول في جدة بعنوان “رواشين جدة” والمعرض الثاني كان بالرياض بعنوان” نجد ارضي وسماي” وهذا هو المعرض الثالث بعنوان وطني الحبيب ورسالتنا التي نقدمها في هذا المعرض هي عكس تاريخ وتراث وحضارة المملكة العربية السعودية وظهارها للعالم بطابع الفن التشكيلي حيث شاركت في هذا المعرض 45 فنانة تشكيلية من جمع المناطق وبعدد لوحات تجاوزت اكثر من 90 عمل فني كل عمل منها يحكي قصة لمنطقة من مناطق المملكة أما بالنسبة للوحاتي التي شاركت بها فأحببت أن أجسد بالبورترية بعض رواد الفن التشكيلي في المملكة.
وقالت الفنانة التشكيلية اسراء عبدالوهاب: لقد شاركت في هذ المعرض مع زميلاتي الفنانات من جميع مناطق المملكة بإشراف المدربة ابتهال باجنيد التي لم تدخر جهدا في متابعتنا وتطورينا وتقديم اعمالنا امام الجمهور وكانت تحرص على ان نقدم اعمالنا بشكل مميز وجميل ونادر بعيدا عن التقليد والتكرار ومن خلال لوحاتي حاول انا ابين في احداها العلاقة ما بين الفارس والفرس حيث ان الفرس يبين القوة والعزة اما لوحتي الثانية فهي تبين الفرق ما بين الماضي والحاضر لمدينة جدة وبشخصية رجل يربط ما بين الماضي والحاضر في لبسة.
من جهة أخرى أشاد الفنان التشكيلي عبدالله ادريس بفنانات الوطن حيث قال: لقد واكبت المعرض من البداية مع الفنانة التشكيلية ابتهال باجنيد ولا حظ ما تبذله من جهد لإبراز المواهب الجديدة في المجال التشكيلي من حيث تدريبهم ومتابعتهم حتى وصلوا الى هذا المستوى من العمل الابداع الذي نراه على لوحاتهن.
واستطرد: بالنسبة للدعم فالدولة ــ حفظها الله ـــ بدأت في إعادة صياغة الدعم عن طريق وزارة الثقافة ومؤسسة مسك حيث اوجدت الفن وأصبح له حضور في كل مكان ولكن نتمنى أن يكون للقطاع الخاص دور في دعم المعارض والتشكيليات.
وقال الإعلامي علي فقندش: اكثر ما شد انتباهي في هذا المعرض انه مختص بالفتيات فقط وهذه فكرة جميلة بالإضافة الى ان مواضيع اللوحات كلها تنقل صورة حية عن الوطن كذلك الروح البسيطة التي ظهرت في كثير من الاعمال.
للأسف ان هناك قصوراً من قبل رجال الاعمال في مجال الدعم للفنانين والفنانات التشكيليين ففي الماضي كان هناك تشجيع للفنان ويقومون بشراء أعمالهم مما يجعل الفنان يشعر بقيمته وقيمة اعماله اما الان فهناك تراجع في الشراء ولكن متأملين في الفترة القادمة ان يعيدوا دعم الفنانين وخاصة في المناسبات الرسمية مثل اليوم الوطني وغيره من المناسبات.