جدة ـ صبحي الحداد
منذ عهد الطفولة تعشق الفنانة التشكيلية إيناس النجار تفاصيل الالوان ورسم الطبيعة والزهور والدور السكنية وكل ما تقع عليها عينيها من المشاهد في حراك الحياة.
تقول النجار عشقت الرسم والتلوين وأجدته بإتقان منذ طفولتي بشكل ملحوظ جداً ومحبب لكل من يراه بموهبة من الله وحب مني لتلك العطية الالهية … وقد تبلورت موهبتي أثناء دراستي الجامعية حيث تتلمذت على يد فنانات قديرات ونخبة من المحاضرات والتي صقلت موهبتي ونقلتها للاحترافية بفضل حُسن تعليمهم لنا وعطاءهم الصادق.
وتستطرد بقولها : حصلت على بكالوريوس التصميم الداخلي من جامعة دار الحكمة الأهلية مع مرتبة الشرف وأعمل في مجال الهندسة منذ عدة سنوات كمصممة معمارية ومهندسة داخلية ومصممة جرافيك بشكل فردي، لافتة إلى أن حبها للطبيعة والهدوء الهمها الكثير من المشاهد في لوحاتها التشكيلية.
وفي سؤال عن المدرسة الفنية التي تنتمي إليها قالت: غالباً ما أميل للرسم الواقعي الذي أجيده بشكل كبير ومحبب لكل من يراه حيث أعبر عن احاسيس من خلال مواضيع ومشاعد مختلفة بهدف ايصال معانيها عبر اللوحات الفنية، وفبي بعض الاحيان أطلق العنان ليدي وفرشتي والتي غالباً تقودني للخط السريالي الممزوج بالتجريدي والواقعي.
وفيما يتعلق باللوحات السيريالية قالت: وصف النقاد اللوحات السيريالية بأنها تلقائية فنية ونفسية، تعتمد على التعبير بالألوان عن الأفكار اللاشعورية والاحاسيس والتصورات الداخلية والإيمان بالقدرة الهائلة للأحلام … وتميزت بالتركيبات الغربية لأجسام غير مرتبطة ببعضها البعض لخلق إحساس بعدم الواقعية إذ أنها تعتمد على اللاشعور. وتهتم السيريالية بالمضمون وليس بالشكل ولهذا تبدو اللوحات غامضة ومتعددة التفسيرات ، فتبدو منبعاً فنياً لاكتشافات تشكيلية رمزية لا نهاية لها، تحمل المضامين الفكرية والانفعالية التي تحتاج إلى ترجمة من الجمهور المتذوق، كي يدرك مغزاها حسب احاسيسه ومرئياته وربما حسب نفسيته ايضا.
وتستطرد احترم كل من يقدم فناً بدأ من الاطفال المبدعين فنياً وصولاً الى فنانين العصور المعروفين لدى الجميع مروراً بكل من يقدم فن من عمالقة واساتذة اي جيل اتعرف عليهم او اتشرف بمقابلتهم والتعامل معهم بالعرض او التحليل او النقد .
وتبقى نفسي في الاخير هي المنافس الوحيد لي حيث أطمح لن أكون أفضل من نفسي ومهارتي انا سابقاً.
وعن مشاركاتها في المعارض المحلية والخارجية قالت: قبل سنوات توقفت عن الرسم وعدت إليه وبدأت عودتي بالرسم على ورق كانسون ” كراريس : وبعد ٦ أشهر تقريباً قررت ان انتقل للرسم على” كانفس” والمشاركة في معارض بلوحاتي الكانفس. وخلال ثلاث أشهر شاركت في سبع معارض بعشر لوحات .. وانضممت لعدة مجموعات فنية.
وفيما إذا كان قد حصلت على جوائز فينة قالت: تشرفت بأن تم نشر مشاركتي في معرض الثقافة والفنون لليوم الوطني بدعم من الفنان الدكتور هشام بن جابي وكان ذلك وسام فخر اعتز به … حيث شاركت في المعرض بثلاث لوحات بورتوريه .
وعن رأيها في المدارس الفنية السائدة في الراهن قالت: تسود بعض المدارس بشكل ملحوظ لاسباب معينة بالتأكيد يعلمها الفنانون … لكن برأيي الفني أن المدارس الفنية كلها باقية لحاجة التعبير … فالفن والفنان قبل أن يكون هدفه التسويق لاعماله يبقى داخله جزء الاحساس المرهف الحي الشفاف الصادق الذي يحب أن يعبر فيه عن دواخله او أحاسيه أو يوصل رسالة من خلاله للاخرين والتي يستخدم فيها مدارس الرسم باختلافها حسب طواعية المدرسة لايصال ما يود التعبير عنه بالمدرسة الفنية الانسب او ربما الخلط بين المدارس في نفس العمل.
وحول إذا ما كانت هناك فرق في التكتيك بين لوحات المرأة والرجل قالت: ربما لا … لكن عني لا ازال اؤمن ان المرأة كالوردة أو العطر تترك أثراً يميزها في كل ما تلمسه يداها.
وعما يميز لوحاتها قالت: يميزها أني أرسمها بحب ….وكل ما يفعل بحب إلى المتلقي بصورة عفوية.
وفيما إذا كان يمكن أن يعالج الفن القضايا المجتمعية قالت: أكيد ..وهذه رسالة الفن الأسمى والأرقى.
وحول إيجاه بوصلة الحركة التشكيلية النسائية في المملكة قالت: ليست النسائية فقط وانما الحركة عموما تسير للنهضة والوعي والانتشار والتقدير والوعي الاجتماعي لقيمة ما يقدمه الفنان من معاني ومن أساليب ومن جماليات وفكر وجهد وابداع . وتقدير للحرفية” هاند ميد ” وقيمة الحرفية اليدوية للفنانين هي من ستعلي قدر الفن وتسمح بمزيد من الابداع .