جدة – البلاد
تحرص المملكة على الاستمرار في تعزيز وحماية حقوق كبار السن بإطلاق الكثير من المبادرات، لتحسين جودة الحياة ورفع مستوى الخدمات المقدمة لهم في المجتمع، نظراً لما تشكله هذه الفئة العزيزة على قلوب السعوديين حكومة وشعبًا؛ حيث تعد المملكة إحدى الدول التي تسجل نسبة منخفضة من كبار السن، حيث تبلغ نسبة الأشخاص ذوي الــ65 عامًا وأكثر حوالي 4.2 % من إجمالي عدد السكان في المملكة -وفق الإحصائيات الرسمية- إلا أن هذه الفئة تلقى اهتمامًا بالغًا لدى المجتمع السعودي، لما يختص به المجتمع من قيم وعادات تجعل من كبار السن موضع التقدير والعناية.
تشارك المملكة المجتمع الدولي الاحتفاء باليوم العالمي لكبار السن، الذي يهدف إلى تعزيز وحماية حقوق كبار السن ويرفع جودة حياتهم ويسهم في ترسية قواعد استقرار المجتمع وتنميته وحفظ أمنه واقتصاده، بينما تعطي السعودية فئة كبار السن أولوية وعناية واهتماماً بالغًا من الناحية التنظيمية والتاريخية؛ ومما يجسد هذا الاهتمام إقرارها في شهر يناير من العام الحالي 2022م نظام “حقوق كبير السن ورعايته”، والذي يهدف إلى تعزيز وحماية حقوق كبار السن؛ ويعد هذا النظام نقطة انطلاقة مهمة، تدير بوصلة المجتمع نحو فئة كبار وكبيرات السن، لا سيما في ظل الحاجة القائمة للتعريف بحقوق هذه الفئة تقديرًا لها وتثمينًا لخبراتها في الحياة.
ويؤكد النظام وجوب تمكين كبير السن من العيش في بيئة تحفظ حقوقه وتعزز اندماجه في المجتمع، كما ينص النظام على تكليف الوزارة المعنية بتوفير معلومات إحصائية موثقة عن كبار السن، للاستفادة منها في إجراء الدراسات والبحوث ذات العلاقة، والمساعدة في وضع الخطط والبرامج، وكذلك تنظيم وتنفيذ برامج مناسبة لكبار السن، وتشجيع القادرين منهم العمل، كما يفرض عقوبات صارمة على من يسيء لكبار السن سواءً كان من الأفراد أو المؤسسات التي تقدم الخدمة لكبار السن من المراكز الأهلية أو الحكومية، وتطبيق العقوبات البديلة والغرامات المالية والسجن على من يرتكب هذه الاساءات؛ ويكرس العمل على توفير معلومات إحصائية موثقة عن كبار السن؛ للاستفادة منها في إجراء الدراسات والبحوث ذات العلاقة بهم، والمساعدة في وضع الخطط والبرامج اضافة الى تنظيم وتنفيذ برامج مناسبة لكبار السن؛ تعزز من مهاراتهم وخبراتهم وممارسة هواياتهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع وتشجيع القادرين من كبار السن على العمل.
ونص النظام على تخصيص أماكن لكبار السن في المرافق العامة والمناسبات العامة وحثّ القطاع الخاص وأصحاب الأعمال والجهات الأهلية على رعاية كبار السن من خلال إقامة مراكز أهلية وأندية اجتماعية؛ حيث يقدم كبار السن في المملكة مساهمات ضخمة للمجتمع من خلال العمل التطوعي، ونقل الخبرة والمعرفة، ومساعدة أسرهم في مسؤوليات التربية والرعاية، والمشاركة المجتمعية من خلال خبرتهم التي اكتسبوها في الحياة.
وحدات نموذجية
ويتجلى اهتمام الدولة بكبار السن في توفير كافة سبل الراحة والترفيه لهم، إذ تعمل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، على توفير الرعاية والحماية الاجتماعية لهم إلى جانب ذوو الإعاقة والأيتام. وعملت الوزراة على تطوير العديد من الأنظمة التي تسهم في تحقيق ذلك، معززة جودة الحياة لكبير السن؛ عبر تهيئة المرافق العامة والتجارية والبيئة المحيطة، لتكون ملائمة لهم، إضافة إلى تنظيم وتنفيذ البرامج التي تعزز مهارات كبير السن، وهواياتهم وتسهل اندماجهم في المجتمع. وأكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي في وقت سابق، أن الوزارة تعمل على إنشاء 5 وحدات نموذجية لكبار السن في المناطق الرئيسة بالمملكة، وتفعيل بطاقات خاصة بهم تمنحهم امتيازات مجتمعية.
من جهتها، خصصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في إدارة التنقل بالمسجد الحرام، عربات كهربائية مع فريق مختص من الرجال والنساء لخدمة كبار السن، داخل المسجد الحرام، بهدف تقديم أفضل وأرقى الخدمات لكبار السن ليتمكنوا من أداء نسكهم بكل يُسر وسهولة مبينًا أنه تم تخصيص فريق مختص لخدمة كبار السن وتعريفهم بكيفية استخدام العربات، إضافة إلى مختصات لخدمة كبيرات السن، كما أطلقت رئاسة الحرمين أيضا مبادرة “توقير”، والتي يتم من خلالها تقديم عدة برامج وخدمات تستهدف فئة كبار السن، يتم من خلالها تسهيل أداء نُسكهم والعمل على راحتهم والاحتفاء بهم وإثراء تجربتهم، فيما أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، حرص الرئاسة على تقديم أفضل وأرقى الخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية لقاصدي المسجد الحرام والعناية بهم مع تطبيق الإجراءات الوقائية واتباع التعليمات الصحية، وتوفير بيئة آمنة وصحية لهم بالمسجد الحرام تحقيقا لتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله-.
منتجع للمسنين
ولتوفير سبل الرفاهية للمسنين، وفرت المهرجانات المتنوعة في مدن المملكة ما يناسب كبار السن سواء الأمكنة أو الفعاليات، فيما أعلنت الجمعية الخيرية لإكرام المسنين “إكرام” اكتمال مشروع منتجع إكرام الوطني بالباحة الذي يعد أول منتجع للمسنين على مستوى المملكة، ضمن جهود السعودية لتحسين خدمات رعاية كبار السن وتزامنا مع اليوم العالمي لكبار السن.
وقال المدير التنفيذي للجمعية عبدالرحمن أبورياح، أن منتجع إكرام الوطني يقدم خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية الشاملة للمسنين، انطلاقاً من إيمان الجمعية بأهمية رعاية كبار السن والاهتمام بهم وتوفير الخدمات لهم عبر أكمل وجه، مبيناً أن المنتجع يمتد على مساحة 23 ألف متر مربع ويضم في مرحلته الأولى مبنى دار ضيافة، ومسجداً ومسرحاً للفعاليات والمناسبات، ونادياً صحياً ورياضياً وممشى خارجياً ومطعماً مركزياً و مكتبة وصيدلية وعيادات، مبيناً أن رسالة الجمعية تتمثل في تقديم خدمات رعاية عالية الجودة إلى جانب تقديم الرعاية الأولية المنزلية وإيواء لمن لا عائل لهم من فئة المسنين في منطقة الباحة.
رعاية صحيةمنزلية
وصحيا، تولي وزارة الصحة اهتماما كبيرا بكبار السن، إذ قالت وزارة الصحة إنها قدّمت خدماتها عبر برنامج الرعاية الصحية المنزلية لـ 44113 مستفيداً، وذلك منذ بداية عام 2022م حتى نهاية شهر يونيو الماضي، موضحة أنها قامت بزيادة عدد مستشفياتها التي تقُدم خدمات الرعاية الصحية المنزلية ليصل إلى 242 مستشفى في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، مبينة أن أجمالي عدد الزيارات المنزلية التي قامت الفرق الطبية بتنفيذها للمستفيدين بلغت 83532 زيارة، حيث بلغ عدد القوى العاملة في أقسام الرعاية الصحية المنزلية 2697 كادراً، منهم 418 طبيباً، و171 أخصائياً اجتماعيا، و214 أخصائيا للعلاج الطبيعي، و1058 تمريضا، و87 أخصائي تغذية، و20 فنيا في العلاج التخصصي، و83 فني معلومات صحية، فيما بلغ عدد الفرق الطبية 505 فرق.
وأشارت الوزرة إلى أن خدمات الرعاية الصحية المنزلية تشمل الرعاية الطبية والتمريضية الشاملة و متابعة المرضى طريحي الفراش وكبار السن وتقوم برعايتهم في ما يتعلق بالأمراض المزمنة التي يعانون منها مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، والعناية بالجروح وقرح الفراش والأنابيب و القساطر والعلاج الوريدي والعلاج التلطيفي ورعاية مرضى الأمراض النفسية والعصبية، إضافةً إلى توفير خدمة العلاج الطبيعي والعلاج التنفسي والتغذية السريرية و الخدمات الاجتماعية، وخدمات التثقيف الصحي للمريض وراعي المريض والعائلة.