طهران – البلاد
يواصل الإيرانيون تظاهراتهم المنددة بقمع السلطات، لاسيما في جامعات طهران للأسبوع الثالث على التوالي، إذ عمد الطلاب إلى شتى الوسائل للتعبير عن تنديدهم بقمع المتظاهرين، بعد 19 يوماً من الاحتجاجات تنديدا بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني، بينما أظهرت مشاهد جديدة نشرها ناشطون إيرانيون على مواقع التواصل أمس (الثلاثاء)، قوات الأمن تطلق رصاصا مباشرا على فتاة، لتصويرها التظاهرات.
وبدأ طلاب طهران، أمس، بالتعبير عن غضبهم عبر استخدام أبواق السيارات، بعد حملة الاعتقالات التي طالتهم، لا سيما في جامعة شريف، فيما نزل العديد من الشباب والشابات إلى شوارع المدينة، مرددين هتافات ضد السلطة، وصارخين “المرأة، حياة، حرية”، و”الموت للدكتاتور” في إشارة إلى خامنئي، كما ردد طلاب جامعة طهران، كلية العلوم الهندسية “إنهم يكذبون.. أمريكا ليست العدو بل العدو هنا في الداخل”، برد مباشر على تصريحات المرشد خامنئي التي اتهم فيها الولايات المتحدة بالوقوف وراء التظاهرات.
بالتزامن، حاول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس تهدئة الغضب الشعبي ضد الحكومة، في الوقت الذي امتدت فيه الاحتجاجات إلى المدارس الثانوية أيضاً. وأقر بأن إيران لديها نقاط ضعف ونواقص، بيد أن ذلك لم يغير شيئا واستمرت الاحتجاجات بكثافة ضده والمرشد والموالين لهما في الحكومة.
من جهتها، توعدت الولايات المتحدة الأمريكية نظام الملالي بمزيد من العقوبات ردا على قمع للمتظاهرين السلميين، مؤكدة وقوفها إلى جانب الشعب الإيراني الذي ألهمت شجاعته العالم، معبرة عن ن دعمها للمتظاهرين السلميين. وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن طبيعة تلك العقوبات، مؤكدا أنها ستكون مكلفة لمرتكبي العنف ضدّ المتظاهرين، متعهدا بمواصلة محاسبة كل المسؤولين الإيرانيين ودعم حرية الإيرانيين في التظاهر، معربا عن قلق بلاده الشديد إزاء تقارير استمرار العنف ضدّ جميع المتظاهرين بما فيهم الطلاب والنساء.
وتشهد إيران ومنذ 16 سبتمبر الماضي احتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق. وامتدت المظاهرات لغالبية المدن الإيرانية، ووصلت شظاياها خارج حدود البلاد، لتشهد سفارات طهران في عدة دول أوربية وغيرها مظاهرات عنيفة.
وأكدت المخابرات الأمريكية أن استمرار تلك الاحتجاجات ومدة انتشارها يؤكد أن الشباب الإيراني اكتفى من القمع السياسي للسلطات الإيرانية، كما رأى أن الشباب لاسيما النساء، فاض بهم الكيل، سواء من الأزمة الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة، أو الفساد والقيود الاجتماعية والقمع السياسي في البلاد، ما جعلهم مستعدين للمخاطرة بكل شجاعة.