طرابلس – البلاد
تستمر الاشتباكات المسلحة العنيفة بين الميليشيات المتنافسة داخل العاصمة الليبية طرابلس وبالقرب من مقرّات رسمية تابعة للدولة، مما أثار قلقاً من اندلاع قتال جديد، بينما قالت مصادر محلية إن المعارك التي اندلعت في وقت سابق بين ميليشيا 301 التابعة لمدينة مصراتة ومليشيا الزاوية بقيادة محمد البحرون الملقب بالفار، امتدت من بوابة الجبس إلى طريق المطار وأمام مقر الدعوة الإسلامية والشركة العامة للكهرباء جنوب غربي العاصمة طرابلس، وسط توقعات بتوسعها إلى أحياء أخرى بالعاصمة طرابلس. كما رصد ناشطون توجه تعزيزات عسكرية من مدينة مصراتة إلى العاصمة طرابلس.
واستخدم الطرفان أسلحة ثقيلة ومتوسطة، كما سُمعت على نطاق واسع أصوات تبادل إطلاق الرصاص والقذائف، مما أثار رعب وهلع المدنيين. كما تحدث ناشطون عن إغلاق عدد من الطرقات وإجبار المارة على العودة إلى منازلهم. ويعتقد أن هذا القتال، قد اندلع كرّد فعل من ميليشيا الفار بعد طرده قبل أيام من مواقعه في محيط المطار، ومقتل عدد من عناصره، على يد ميليشيا دعم المديريات.
وتعيش ليبيا منذ أشهر على وقع توتر سياسي وعسكري متصاعد ومحتدم، نتيجة الصراع على السلطة بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، والطرفان يحظيان بدعم من ميليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة، ومستعدّة للمواجهة. ومنذ أسابيع أدّى قتال عنيف بين الميليشيات الموالية لباشاغا والأخرى الداعمة للدبيبة، إلى مقتل 23 شخصاً وإصابة أكثر من مئة آخرين، كم تضرّرت منشآت طبية وحكومية داخل العاصمة طرابلس ولحقت أضرار جسيمة في الممتلكات الخاصة.
من جهته، رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، في وقت سابق، إلى ضرورة التفكير في “حلول بديلة”، في حال استمرار حالة عدم التوافق بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة حول قاعدة دستورية للانتخابات. وجدّد الدبيبة التأكيد على تمسك حكومته بالانتخابات باعتبارها خيارا وحيدا للعبور بالبلاد نحو الاستقرار، داعياً إلى التفكير في إكساب الانتخابات مشروعية حقيقية من خلال الشعب الليبي حتى تكون على قاعدة شرعية وليس عبر أجسام تآكلت شرعيتها بسبب التمديد.