الرياض- البلاد
تحظى مساجد منطقة جازان باهتمام مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، عبر إدراجها في المرحلة الثانية للمشروع، وإخضاعها للتطوير بأساليب إنشائية تعكس بوعي روح عمارة المنطقة وتراثها القديم.
وتتميز مساجد منطقة جازان بشخصيتها وسماتها الفريدة التي تضفي على أهميتها الدينية قيمة تراثية تشكل رابطاً بين تاريخها القديم وحاضرها الذي يشهد ترميماً استثنائياً من قبل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية.
ومن أبرز مساجد جازان المقرر تطويرها في المشروع مسجد النجدي الذي استغرق بناؤه الأول 13 عاماً، إذ جُلبت لوحاته ودهاناته ونقوشه من بلاد الهند، وتولى بناءه والمنزل المجاور له معماريون من اليمن.
ويعود بناء مسجد النجدي الواقع بحي الصلب وسط جزيرة فرسان إلى عام 1334هـ، على يد الشيخ إبراهيم التميمي المعروف بلقب “النجدي”، وهو من أبناء حوطة بني تميم، قدم إلى جزيرة فرسان في عهد الإمارة الإدريسية، وعمل في تجارة اللؤلؤ، وتأثر في بناء المسجد بالحضارة الشرقية، حيث كان كثير السفر إلى الهند.
وستبلغ مساحة المسجد بعد تطويره من قبل مشروع الأمير محمد بن سلمان 609.15 م²، فيما سترتفع طاقته الاستيعابية من 245 إلى 248 مصلياً.
ويستهدف المشروع أيضاً تطوير مسجد العباسة الذي كان منارة للعلم، ومدرسة تعليم القراءة والكتابة والقرآن، وهو أحد المساجد الواقعة على طريق الملك فيصل جنوب شرق حي النسيم بمحافظة أبو عريش، ويبعد نحو 35 كم شرق مدينة جازان، ويطلق عليه أحياناً مسجد الشريف أبو طالب، ويعود بناؤه إلى عام 1262هـ، وفقاً للوحة المعلقة أعلى محرابه.
شهد المسجد عدة أعمال للترميم والتوسعة، أبرزها توسعتي عام 1419هـ، وعام 1424هـ، وكانت آخر عملية ترميم قام بها أهالي المسجد عام 1436هـ، وستصل مساحة المسجد بعد تطويره ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية نحو 435.38 م²، وستتسع طاقته الاستيعابية لـ165 مصلياً.
ويهدف مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية لإعادة ترميم وتأهيل 130 مسجداً بجميع مناطق المملكة، وإبراز أبعادها الحضارية والثقافية من خلال الحفاظ على خصائصها العمرانية الأصيلة، وينفذ المشروع أعمال مرحلته الثانية بتطوير 30 مسجداً تاريخياً موزعة على مناطق المملكة.