بغداد – البلاد
يرفض تيار الصدر بشدة تبعية العراق لإيران، ساعيا للتخلص من المليشيات الموالية للملالي لتصبح البلاد خالية تماما من المنقادين لطهران، إذ دعا التيار إلى إرساء سلطة وحكم في العراق بعيداً عن التبعية للدول الخارجية، موضحاً الأهداف التي يسعى إليها، حيث أكد القيادي في التيار الصدري، صالح محمد العراقي، أمس (الأحد)، أهمية إبعاد الأحزاب المجربة عن السلطة، ومكافحة الفساد والطائفية، وتفلت السلاح، مشددا على ضرورة الابتعاد عن المحاصصة، والتمسك بالسلطة والاقتتال.
وأعرب العراقي عن أمله في أن يكون للعراق علاقات متوازنة مع كافة الدول الخارجية، وأن يتمتع بقضاء نزيه غير مسيس، في وقت اقترح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن تتخلى “جميع الأحزاب” عن المناصب الحكومية التي تشغلها للسماح بحل الأزمة السياسية في العراق، معتبرا مطلبه السابق بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة أقل أهمية حاليا وأضاف مطلبا جديدا، في تحول واضح بموقفه. وقال الوزير الصدري صالح محمد العراقي في تغريدة نقلا عن زعيم التيار إن “هناك ما هو أهم من حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة”، مضيفا أن الأهم عدم إشراك جميع الأحزاب والشخصيات التي شاركت في العملية السياسية منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 وإلى يومنا، بما فيها التيار الصدري. وتابع: “أنا على استعداد وخلال مدة أقصاها 72 ساعة لتوقيع اتفاقية تتضمن ذلك”، مشيرا إلى أنه إذا لم يتحقق ذلك فلا مجال للإصلاح.
ويطالب التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يريد الإطار التنسيقي إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط. ويملك الصدر، الذي يتمتع بنفوذ كبير ويصعب التنبؤ بخطواته، القدرة على إخراج العراق من المأزق الذي غرق فيه منذ انتخابات أكتوبر 2021، إذ لا يزال منذ ذلك الحين بلا رئيس وزراء جديد ولا حكومة. ويرفع الصدر منذ بدء الأزمة شعارات، أهمها محاربة الفساد، ولا يشارك حزبه في الحكومة الحالية، لكنه يتمتع بنفوذ في بعض الوزارات على مدى السنوات الماضية.
ويواصل أنصار الزعيم الصدر منذ نحو شهر اعتصامهم داخل مبنى مجلس النواب وحوله، مع استمرار الأزمة السياسية في البلاد، فمنذ عشرة أشهر أي منذ الانتخابات النيابية، التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، وحصد فيها التيار الصدري الحصة الأكبر من النواب في البرلمان، دون أن يتمكن من تشكيل حكومة مع الأحزاب الكردية والعربية السنية، بلا مشاركة منافسيه، تستمر المواجهة بين الصدر والإطار التنسيقي الذي يضم نوري المالكي وتحالف الفتح، وفصائل مقربة من إيران. إلا أن الصدر أثبت أنه يملك نفوذا لا مثيل له في العراق، ويستطيع حشد مئات الآلاف من أنصاره وشل المشهد السياسي.
ومع كل التطورات الأخيرة في البلاد، أكد الرئيس العراقي، برهم صالح، في لقاء مع رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، على أهمية الحوار للتوصل إلى حل للأزمة في العراق، مشددا على ضرورة الاستجابة للاستحقاقات العراقية من أجل ترسيخ الأمن والسلم الأهلي، كما تطرّق الطرفان إلى العديد من القضايا المتعلقة بالأوضاع العامة في البلد، خصوصاً الأزمة السياسية القائمة وتداعياتها، حيث جرى التأكيد على أهمية الحوار الجاد والفاعل للوصول إلى مخارج للأزمة وحلول تأخذ في الاعتبار الظرف الدقيق الذي يمر به البلد وتطلعات المواطنين.
ولفتا إلى ضرورة تمتين الجبهة الداخلية وانتهاج مسارات عمل ترتكز على المصلحة الوطنية العليا، وتُسهم في إخراج البلد من الأزمة الراهنة، وتواجه التحديات السياسية والاقتصادية والمالية، وتستجيب للاستحقاقات المُنتظرة وتُرسّخ الأمن والاستقرار وتحمي السلم الأهلي والاجتماعي في البلد.
إلى ذلك، التقت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في البلاد، جينين هينيس بلاسخارت، برهم صالح، مؤكدة على أهمية اعتماد الحوار بين الجميع، وصولا إلى نتائج مرضية تضمن الأمن والاستقرار. وتطرق اللقاء إلى العديد من القضايا المتعلقة بالأوضاع العامة في البلد، وخصوصاً الأزمة السياسية القائمة وتداعياتها، حيث جرى التأكيد على أهمية الحوار الجاد والفاعل للوصول إلى مخارج للأزمة وحلول تأخذ في الاعتبار الظرف الدقيق الذي يمر به البلد وتطلعات المواطنين، كما شدد الطرفان على ضرورة تمتين الجبهة الداخلية وانتهاج مسارات عمل ترتكز على المصلحة الوطنية العليا، وتُسهم في إخراج البلد من الأزمة الراهنة، وتواجه التحديات السياسية والاقتصادية والمالية، وتستجيب للاستحقاقات المُنتظرة وتُرسّخ الأمن والاستقرار وتحمي السلم الأهلي والاجتماعي.