تتسابق العديد من الجامعات هذه الأيام لتطوير خططها الدراسية لتواكب احتياجات التنمية الوطنية وتتماهى مع التطوير التي رسمتها وزارة التعليم في هذا الاتجاه.
وبالرغم من أن تطوير الخطط الدراسية يمثل جانبا إجرائيا مهما جدًا في عملية الاصلاح التعليمي والمواكبة لمقتضيات المرحلة إلا أن هذا التحسين للخطط لا يمكن عزفه بشكل منفرد عن المكونات التعليمية الأخرى في القطاع الجامعي وعلى رأسها المكون البشري والذي يشمل: الأستاذ الجامعي، الطالب، أولياء الأمور، المستفيدين من المجتمع الخارجي.
لذا فإن العمل على رسم ملامح إضافية لشخصية الأستاذ الجامعي الذي لا يقف دوره عند التدريس والتقويم مهم في هذا الخصوص. الأستاذ الجامعي أيضا مطالب بتقديم الخطط الجديدة بطريقة تتواكب أيضا مع طبيعة المرحلة بحيث يغلفها الجانب العملي التطبيقي الذي يطلبه قطاع الأعمال وهو مطالب كذلك بتقديم مشاريع تعتمد على المهام task-based projects وهو أيضا مسؤول عن تقديم قاعات تدريسية وتدريبية يقودها المتعلم لا الأستاذ تضج بالنقاش الصحي والتفكير المنطقي والأهداف والتي تتفق جميعا وطبيعة الخطط الدراسية الجديدة والمعدلة.
والطالب أيضا لابد أن يكون له اليد الطولى في التحصيل المعرفي الجامعي ليكون المشهد عمليا وملبيا لاحتياجاته وهو ما أحسب أن الخطط الدراسية الجديدة قد أخذته في الحسبان بحيث تكون المواد المقدمة والفروض المقترحة والتسلسل للمواضيع كلها تسير باتجاه قيادة الطالب للعمل التعليمي بدلا من معلمه الذي سيقف دوره على تيسير العملية التعليمية وضبط إيقاع الانتقال من مرحلة الى أخرى.
نحن متفائلون بقيمة التغيير كثيرًا في قطاع رائد مثل التعليم ونتمنى أن يواكب تغيير وتجديد وتحوير الخطط الدراسية في الجامعات قدر موازٍ من التغيير في المكونات الأخرى لتتناغم الأهداف ويتحقق ما نرجوه من هذا الحراك الذي طال انتظاره لخير الوطن والمواطن ونفع الإنسان أينما كان.
dralaaraj@