الدولية

3 سيناريوهات محتملة لحل الأزمة العراقية.. وحسين لـ البلاد: الاحتجاجات تؤكد رفض الشعب لفساد مليشيات طهران

البلاد – مها العواودة

كشف تقرير أمريكي عن ثلاثة سيناريوهات محتملة للأزمة العراقية، مستعرضا الأحداث الأخيرة في العراق بما فيها اقتحام أنصار التيار الصدري مبنى البرلمان، ومطالبتهم بانتخابات جديدة وإصلاحات سياسية، وتنظيم خصومهم في الإطار التنسيقي مظاهرات مضادة، ودعوة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى حوار وطني بين الطرفين للتخفيف من حدة الأزمة.

وقال التقرير، وفقا لموقع “ستراتفور” المقرب من مجمع الاستخبارات الأمريكي، إن السيناريوهات متمثلة في تواصل الخلاف بين الصدريين والإطار التنسيقي لأسابيع وربما لشهور، ما يعرقل انتخاب رئيس جديد للبلاد ويعطل صنع السياسات، معتبرا أن هذا الوضع قد يمنح الفرص لبعض الأطراف الأخرى في عملية التفاوض، بمن في ذلك القيادتان السنية والكردية، من أجل اقتراح ائتلافات قد تكون مرضية لكل من الصدريين والإطار التنسيقي، بينما السيناريو الثاني هو إجراء حوار الوطني بعد أن دعا الكاظمي لذلك، بينما السيناريو الثالث يشير إلى تدخل خارجي لن يقبله أنصار الصدر من طهران وسيؤدي إلى عواقب وخيمة.

من جهته، أكد مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي فيصل حسين لـ”البلاد”، إن تطور الأحداث في العراق بسبب استمرار وجود فجوة عميقة من انعدام الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة التي يديرها موالون لطهران، مشيرا إلى أن المشهد السياسي بات معقدا مع استمرار العجز عن تشكيل حكومة تمتلك قدرات وكفاءات لإنجاز وتلبية المطالب الشعبية ومعالجة مشكلات السكن والفقر والبطالة وما يتعرض له الأمن من انتهاكات خطيرة وقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة وحوادث الاغتيالات تنفذها المليشيات الموالية لطهران، مع استمرار الفشل الاقتصادي. وتابع: “إضافة لما تقدم، بلغ الهدر والفساد المالي لأكثر من ترليون دولار بسبب العقود والمصارف الوهمية وتحويل العراق إلى البلد الأول في مجال تبييض الأموال والجريمة المنظمة لتجارة المخدرات وتجارة الأعضاء البشرية وتنامي مافيات الجريمة المنظمة وشبكات الفساد التي تبيع 300 ألف برميل نفط يوميا من البصرة”، مؤكدا أن العراق يواجه تحديات كبرى وأزمات حقيقية، إذ ارتفعت البطالة لتشمل 16 مليون شباب، و11 مليون تحت مستوى خط الفقر، و11 مليون أميون.

وأشار حسين، إلى أن الاحتجاجات الشعبية وتصاعد الحشود الجماهيرية السلمية لمنظمات المجتمع المدني والنشطاء السياسية في المدن المختلفة جاء تعبيرا عن رفض الشعب لاستمرار أحزاب الفساد المالي ومافيات الجريمة المنظمة ومليشيات السلاح المنفلت المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني التي تنشر الرعب والاغتيالات للشباب المعارضين والتي قامت باغتيال أكثر من 800 شاب للاستمرار باحتكار السلطة واستمرار سياسات القمع والتهجير والخطف والاغتيالات الدموية للشباب وعدم احترام الدستور، واستمرار سياسات الإفقار والاذلال للشعب وانتشار المدن العشوائية وتبذير أموال الشعب بدون أي محاسبة ومسائلة قضائية والدعوة للحروب العبثية. ويرى حسين انعدام الفرص الجدية لمعالجة الأزمة السياسية الخطيرة التي تعصف بالعراق، بسبب استمرار الإصرار على سياسات الإقصاء واحتكار السلطة والنفوذ ورفض إجراء تغييرات جوهرية، بنيوية ووظيفية لإنقاذ العراق، مشددا على أن الحوار الوطني البناء الذي طرحه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يحقيق الوفاق الوطني والعمل من أجل تحرير العراق من هيمنة ولاية الفقيه الإيرانية ومن طبقة الفساد السياسي والمليشيات المسلحة. ويرى حسين ضرورة العمل على تبني استراتيجية وسياسة واقعية لتصفير الأزمات، وحل المليشيات المسلحة التي تهدد بالقصف الصاروخي السليمانية وأربيل والموصل، إضافة لقصف مطار بغداد ومقر المخابرات والمنطقة الخضراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *