بعد قراءات متعمقة، ومشاهدات عريضة، أزعم أن تأثير المشاهير قوي ومتعاظم على جميع فئات المجتمع من مراهقين وشباب هذا العصر ، وهذا التأثير نابع من الطريقة التي تطرحها وسائل التواصل الاجتماعي، والكيفية التي ينظر إليها الشباب ويتأثر بها، وهذا ينطبق على معظم أفراد المجتمع، بصرف النظر عن أعمارهم وأجناسهم ذكورا وإناثا، وأيضا على قدرة تلك الوسائل في التأثير على عقولهم ووجدانهم وقلوبهم.
ويأتي هذا التأثير ويتبلور بقوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تغزو فضاءاتنا وعوالمنا اليوم في شتي المجالات، كالأزياء والمظهر والغناء وطريقة الحديث وأساليب العيش والحياة، وطرائق التفكير والتوجهات السياسية والأفكار العقائدية والاهتمامات الشخصية والعامة الخ.
وتجدر الإشارة الى أن هذا التأثير يبدأ منذ الطفولة الأولى ويرافقهم الى مراحل الشباب وينتهي بهم الى مرحلة النضوج، ولكن الكثير من هذا التأثير يبقي مخزونا في وعي الكبار والبالغين.
الطبيعة البشرية تنحاز دائما الى التأثر بنماذج وقدوات بشرية رمزية وواقعية، كالوالدين والأقارب والمعلمين ومقدمي البرامج وعارضي الأزياء ورؤساء الدول وقادة المنظمات والعلماء، وحتي أبطال المسلسلات ونجوم أفلام الخيال العلمي، سواءا داخل محيطهم الإجتماعي أو الكوني، ويعمل الأطفال جل جهدهم على إعتناق أفكارهم ومظهرهم وأساليبهم وسلوكهم وطريقة عيشهم وحديثهم، اعتقادا منهم بأنها هي الجسر الموصل الى النجاح والتألق ووضعهم تحت دائرة الضوء، وفيها تفريغ لطاقاتهم الجسدية وانفعالاتهم النفسية.
لذلك أرى أن المشاهير يمكن أن يكون لهم تأثير ابجابي أيضا قوي على الشباب، بل يمكن توظيفهم شكلا وموضوعا ومضمونا عن طريق تحميلهم رسائل وسلوكيات محددة بغرض إيصالها الى المجتمع بكل أطيافه، كي تكون نماذج تساعد على تشكيل الوعي الجمعي للمجتمع مثل نشر ثقافة خدمة المجتمع ، ومنظومة القيم الحياتية المنشودة، وتعميق الوعي الجمعي لدعم الأنظمة
والقوانين وتطبيقها، ونشر الثقافة والأدب والفنون بانواعها كالموسيقي والسينما والمسرح والفنون التشكيلية الخ.
واخيرا، اشدد على ان المشاهير لهم تأثيرهم القوي في مساعدة المراهقين والشباب على اكتشاف قدراتهم ومواهبهم الكامنة وتغذيتها بالقوة الدافعة وصقلها بالعلم والمعرفة والتجربة والمران.