عدن – البلاد
تفاقم الصراع بين قادة مليشيا الحوثي الانقلابية وأجنحتها، فانكشف المستور واتضح أن قادة المليشيا يتاجرون بالأموال بعد جمعها بحجة دعم جبهات القتال، إذ استغلت هذه القيادات الهدنة المدعومة أمميا في تربح الأموال والتجنيد وتهريب السلاح، ما ساهم في إثراء قادة وأجنحة على حساب أخرى، وتسبب ذلك في انقسام حاد بين مؤيد للتهدئة ورافض لاستمرارها.
وكشف إعلان مليشيا الحوثي مؤخرا رفضها تمديد الهدنة عن مدى تغذية السلام للنقمة البينية داخل الأجنحة المتناحرة التي أثبتت أنها تعيش على دورات الحروب كوقود أساسي لاستمرار تماسكها وبقاء القيادات الميدانية في الجبهات دون تمرد أو خروج عن الطاعة، وتستفيد قيادات المليشيا من الحرب كمصدر إثراء كبير حيث تحول قادة الحوثيين في الجبهات إلى أثرياء وملاك عقارات وتجار سلاح من عائدات تمويلات الحرب والجبايات المفروضة تحت غطاء “دعم الجبهات”، طبقا لمصادر عسكرية قالت إن قيادات حوثية ومشرفي المليشيا على مستوى الجبهات والمناطق الأمنية والمحافظات تعيش حالة تذمر وسخط غير مسبوق من أفعال قادتهم المدنيين. من جهة ثانية، استبعد وزير الدفاع اليمني الفريق محمد المقدشي، أي فرصة لإحلال السلام في البلاد قبل استعادة الدولة من ميليشيا الحوثي، وذلك خلال اجتماعه في تعز بالفريق الحكومي المفاوض بشأن ملف فتح الطرقات والمعابر في المدينة التي تفرض عليها ميليشيا الحوثي، حصارا خانقا منذ ثماني سنوات. إلى ذلك، عبر الاتحاد الأوروبي عن أسفه الكبير لرفض جماعة الحوثي المقترح الأخير للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حول إعادة فتح الطرق، خاصة حول مدينة تعز المحاصرة منذ ثماني سنوات. وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان له باسم المتحدث الرسمي، أمس (الثلاثاء)، إنه يأسف كثيرا لرفض الحوثيين مقترح المبعوث الأممي لإعادة فتح الطرق التي تمثل عنصرا إنسانيا جوهريا للهدنة إلى جانب شحنات الوقود عبر ميناء الحديدة والرحلات التجارية من وإلى صنعاء. وحث الاتحاد الأوروبي الحوثيين على إعادة النظر في مقترح المبعوث الخاص للأمم المتحدة والقبول به، داعيا جميع الأطراف إلى القبول بتمديد آخر للهدنة لستة أشهر بعد 2 أغسطس.