البلاد – محمد عمر
تمكنت القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، من ضبط خلية تابعة لما يُسمى “جهاز الأمن والمخابرات” التابع للميليشيا الحوثية المدعومة إيرانيًا، أُوكلت لها مهام قطع الطرق ونهب العابرين في الساحل الغربي.
وقال الإعلام العسكري: إن عملية رصد ومتابعة استخباراتية دقيقة قادت إلى ضبط مسؤول الخلية المدعو مهدي علي أحمد المرقشي، وأربعة من أعضائها هم” حمدي صالح العزيبي، وعوض محمد عوض، ومحمد علي المرقشي، وموسى مهدي المرقشي”. كما تواصل تعقب باقي المتورطين ضمن الخلية، موضحًا أن التحقيقات أكدت ارتباط الخلية – التي كانت تتخذ من إحدى العمائر المهجورة في مديرية حيس في محافظة الحديدة مأوى لها – بضباط في ما يُسمى جهاز “الأمن والمخابرات” الحوثي.
ولفت إلى أن جهاز الأمن والمخابرات الحوثي كلَّف أفراد الخلية برصد تحركات قيادات عسكرية في القوات المشتركة، إضافة إلى تنفيذ قطع ونهب أطقم تابعة للقوات المشتركة وسيارات المواطنين في الساحل الغربي. وبحسب البيان، فإن التحقيقات أشارت إلى وجود مخطط لميليشيا الحوثي كلفت الخلية بتنفيذه، عبر إثارة الخلافات داخل وحدات القوات المشتركة بالساحل الغربي، مؤكدًا أن عناصر الخلية أقروا بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية والأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار في مديريات الساحل الغربي، خلال الأشهر الماضية، التي راح ضحيتها عدد من المدنيين الأبرياء. وقال:” إن التحقيقات كشفت أيضاً أن الخلية كانت على تنسيق مع القيادي في صفوف ميليشيا الحوثي المدعو فارس عريك، والمدعو هيثم عريك (من أبناء منطقة المحجر شرقي المخا، وهما فاران من وجه العدالة)، وأنها كانت تقوم بإيصال المنهوبات إليهما واستلام مبالغ مالية منهما”، كما كشفت اعترافات أفراد الخلية عن “تلقيهم مبالغ مالية لتنفيذ مخطط ميليشيا الحوثي لزعزعة الأمن والاستقرار في الساحل الغربي، واستهداف القوات المشتركة والمواطنين والإخلال بالسكينة العامة”.
وتواصل مليشيا الحوثي إجرامها؛ إذ أقدم مشرف حوثي على إعدام ثلاثة من عناصر الميليشيا المقاتلين في صفوفهم، بعد رفضهم المشاركة في عملية تسلل لمواقع عسكرية للجيش اليمني، شمالي مدينة تعز، جنوبي غرب البلاد. ونقلت صحيفة “الشارع” اليمنية عن مصادر محلية متطابقة قولها: إن القيادي الحوثي عماد جسار داحش، طلب من ثلاثة من مقاتليهم ينتمون لفئة المهمشين المشاركة في عملية تسلل كانت تعد لها الميليشيا باتجاه مواقع القوات الحكومية في الدفاع الجوي، فرفضوا المشاركة.
من جهته، اعتبر سفير الجمهورية اليمنية عميد السلك الدبلوماسي العربي المعتمد لدى ماليزيا الدكتور عادل محمد باحميد، أن الطريق الوحيد لاستعادة الدولة من مليشيا الحوثي وإحلال السلام، هو تنسيق الجهود بين الدبلوماسية اليمنية ودبلوماسية دول التحالف العربي بقيادة المملكة، وحشد الرأي العام للمجتمع الدولي بكافة مؤسساته وهيئاته نحو مساندة جهود استعادة الدولة في اليمن، وكذلك حشد الجهود الإنسانية لمواجهة ما خلفه هذا الانقلاب الحوثي من أزمة إنسانية كارثية.
وقال باحميد لـ”البلاد”: إن الجبهة الدبلوماسية تُعدُّ واحدة من أهم الجبهات في هذه المعركة المصيرية، التي يخوضها اليمن ودول التحالف العربي بقيادة المملكة ضد المشروع التوسعي الفارسي في المنطقة، ولا تقلّ أهميّة عن الجبهات العسكرية أو الإنسانية، فإيصال حقيقة ما يجري في اليمن من انقلاب حوثي وحرب شرسة على المواطن اليمني خلفت واحدة من أقسى الأزمات الإنسانية في العالم، وتوضيح حقيقة ما يتعرض له أمن الجوار اليمني من اعتداءات مستمرة على البنى التحتية والأعيان المدنية في السعودية والإمارات، وحقيقة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية في البحر الأحمر وغيره.
ولفت باحميد إلى أن هذا التنسيق والجهد المشترك، هو ما تقوم به بالفعل الدبلوماسية اليمنية، ودبلوماسية دول التحالف العربي عبر سفاراتها ومندوبيها سواء في مجلس الأمن الدولي أو مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وغيرها، وقد أثمر هذا التنسيق في تحقيق العديد من النجاحات الدبلوماسية والسياسية، التي أسهمت في استصدار العديد من القرارات الدولية سواء على مستوى مجلس الأمن الدولي أو مجلس حقوق الإنسان أو الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي وغيرها، وأسهم هذا التنسيق في إزالة الكثير من حالة الالتباس لدى المجتمع الدولي حول حقيقة وطبيعة ما يجري في اليمن في ظل حملة الافتراءات والمغالطات، التي يشنها الإعلام الإيراني والحوثي في محاولة منه لتزوير الحقائق، والتغطية على ما يقوم به من جرائم وانتهاكات في اليمن. وتابع :”كما حقق هذا التنسيق نجاحا كبيرا في تصنيف الحوثيين كجماعة وتنظيم إرهابي”. واعتبر باحميد أن الجهود مستمرة لممارسة المزيد من الضغط على النظام الإيراني؛ لإيقاف دعمه لجماعة الحوثي الإرهابية واحترام المقررات والقرارات الدولية ذات الصلة.